Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
خپرندوی
دار القمة
د ایډیشن شمېره
-
د خپرونکي ځای
الإسكندرية
ژانرونه
الفائدة الثالثة:
جمال وحسن منظومة الأنبياء وما بعثوا به من عند ربهم، لما ورد بالحديث: «كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله» .
الفائدة الرابعة:
فيه دليل على أن عيسى ابن مريم ﵇ إذا نزل- قبل يوم القيامة- لن ينزل بصفته نبيّا من أنبياء بني إسرائيل يحكم بشريعتهم، ولكن سينزل حكما بين الناس يحكم فيهم بشريعة النبي ﷺ.
ورد عند البخاري: «ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا» «١» . قال ابن حجر ﵀: (المعنى أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة فإن هذه الشريعة باقية لا تنسخ بل يكون عيسى ﵇ حاكما من حكام هذه الأمة) «٢» .
١٥- أحلت له مكة:
عن أبي شريح العدويّ: أنّه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكّة: (ائذن لي أيّها الأمير أحدّثك قولا قام به رسول الله ﷺ الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلّم به: أنّه حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «إنّ مكّة حرّمها الله ولم يحرمها النّاس، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخّص بقتال رسول الله ﷺ فيها فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنّما أذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلّغ الشّاهد الغائب» .
فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إنّ الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارّا بدم ولا فارّا بخربة) «٣» . رواه البخاري «٤» .
الشاهد في الحديث:
«إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم» . وهذه أيضا من خصائصه ﷺ التي لم يشاركه فيها أحد من الأولين والآخرين.
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
شرفه ﷺ وعلو منزلته عند ربه أن أحل له القتال بمكة ساعة من
(١) البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: نزول عيسى ابن مريم ﵉، برقم (٣٤٤٨)، من حديث أبي هريرة ﵁. (٢) انظر «فتح الباري»، (٦/ ٤٩١) . (٣) الخربة: أي السرقة. (٤) البخاري، كتاب: العلم، باب: ليبلغ العلم الشاهد الغائب، برقم (١٠٤) .
1 / 235