228

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

خپرندوی

دار القمة

د ایډیشن شمېره

-

د خپرونکي ځای

الإسكندرية

ژانرونه

بعض فوائد الحديث: الفائدة الأولى: فصاحته البالغة ﷺ وحسن بيانه لما ورد في الحديث: «أعطيت جوامع الكلم» . نقل الإمام النووي عن الهروي قوله: (يعني به القرآن: جمع الله في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة وكلامه ﷺ كان بالجوامع، قليل اللفظ كثير المعاني) «١» . ويتفرع على ذلك: وجوب اعتقاد أن جميع الخلق أقل من النبي ﷺ فصاحة وبيانا. الفائدة الثانية: من أوتي شيئا من جوامع الكلم، فقد أوتي خيرا كثيرا، فهي من الخصال المحمودة في الإنسان. والدليل على ذلك، أن الله- ﵎ فضّل بها خير خلقه ﷺ على الخلق أجمعين. ١٤- خاتم النبيين ﷺ: عن أبي هريرة ﵁: أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلّا موضع لبنة من زاوية، فجعل النّاس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلّا وضعت هذه اللّبنة؟ قال: فأنا اللّبنة وأنا خاتم النّبيّين» . رواه الشيخان «٢» . سبق الحديث على ما تفضل به الله- ﷾ على نبيه بأن جعله خاتم النبيين في فضل (مظاهر حب الله- ﷾ لنبيه ﷺ، وذكرت به الفوائد المتعلقة بهذا التفضيل والأحكام المترتبة عليه. بعض فوائد الحديث: الفائدة الأولى: تواضعه ﷺ إذ جعل نفسه كاللبنة الواحدة في بناء جميل جمع كل الأنبياء. الفائدة الثانية: لو تدبر أصحاب العقول السوية منظومة الأنبياء، بدون النبي ﷺ لعلموا أن هذه المنظومة تنقصها لبنة واحدة، وهو النبي ﷺ ولتمنوا بعثته ﷺ لتكتمل المنظومة، ودلالة ذلك واضحة من الحديث حيث شبه النبي ﷺ منظومة الأنبياء كالبيت الناقص لبنة واحدة.

(١) انظر «شرح النووي على صحيح مسلم»، (٥/ ٥) . (٢) البخاري، كتاب: المناقب، باب: خاتم النبيين ﷺ، برقم (٣٥٣٥)، ومسلم، كتاب: الفضائل، باب: ذكر كونه ﷺ خاتم النبيين، برقم (٢٢٨٦) .

1 / 234