114

شاعر اندلسي

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

ژانرونه

أسمعك ترنين.

فأذوب من الحنين.

فقر وعزلة، وكرب وحزن، واختناق يرين على ما حوله من فرط ما ابتلي به من العزلة والضيق.

وفم واسع، وعطف دميم، وبكاء وقنوط ونشيج.

روزاليا كاسترو الشاعرة الجليقية الفاجعة، قانطة، باكية، ناشجة، لا تهدأ ولا تني في قنوط وبكاء ونشيج.

ثيابها كجوارح جسدها مهملة، تنطوي على روح ذهبي في حوضها! ويا له من روح محزون جميل مأسور! بل دفين بقيد الحياة، ويحدق بها قطيع من الآدميين، لا فارق بينه وبين القطعان من غير الآدميين، وكلهم سواء في البطء المنهزم، والرائحة اللاصقة والغريزة المستسلمة الذلول.

وروزاليا لا تعنى بنفسها، ولا يسعها أن تعنى بنفسها، ولكنها تجن بما في سريرتها من النغم الموزون، مزيجا من الدمع والمطر ونبضات أجراس الكنيسة، يندمج في فؤادها وما جليقية كلها إلا مارستان مرطوب تتعذب فيه، جليقية سجن من النوافذ والأبواب، وقضاء من الماء والضباب والدموع، تتأمل فيه روزاليا محيا روحها وضميرها، ولا ترى في مرآته غير القرار من غوره الدفيء.

الضباب في جليقية، يطفو ويستدير حول القطن، ويرغي كالزبد من الملح المخفوق، ويحدق بفروع الماء من قبل الخضم الرجراج، يحاصر الجدران، وينتشر على الشطآن، ويلف كل شيء في طياته الجون. وتأتي السقى فتدخل مغمضة العيون، أو هي لا تهتدي إلى المدخل. وهي هناك في سكنها، في حقلها، في شاطئها المجهول، حيث المواقع في أرضها قريب من قريب، تتمشى طويلا على هينة وقلق، حول الصخور الأربع والجدران الأربعة المبتلة، وعلى البعد منها، وعلى مقربة منها، في كل دار منعزلة، وفي كل صخر منفرد: ضريحان توأمان مملوءان أو فارغان، تحت أسداف المساء الأبدي من يوم كيوم الكفارة عن جميع الأرواح، وحيثما نظرت فهناك روزاليات أخريات، أكبر منها أو أصغر، أيامى الأموات والأحياء اللائي لا يعزيهن أحد، ولا يعرفن العزاء.

جوزيه مارتي

Jose Marti

ناپیژندل شوی مخ