وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا وقد روي في حديث أنه قال - صلى الله عليه وسلم - : (لا تتبعوا عثرات العلماء فإن لهم عند الله إقالة).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأن أخطئ في العفو أحب إلي من أن أخطئ في العقوبة مع ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من النهي عن سب السلف الصالح كما في الأخبار الصحيحة ومع ما ينبغي للإنسان من الاشتغال بعيب نفسه عن عيوب الناس وقد جاء في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - : (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) وقال تعالى في الكفار وهم كفار: { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون } [البقرة:134] فكيف بالمسلمين الذين ثبت إسلامهم ونصرتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلا قوة إلا بالله، فيجب حسن الظن بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقل حاله أن نقول فيهم { ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم } [الحشر:10] ومن العجائب: أن الفقيه ابن سعد الدين كان يعتني بتحرير كتاب أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي النقيب والرجل إمامي اثني عشري فإنه صرح بالمتعة في كتابه هذا وابن أبي الحديد ذكره في "شرح النهج" قريب آخر الكتاب ورد عليه بجواب لبعض كتابه فترى من ينقله لا ينقل جواب ابن أبي الحديد، وقد وهم كثير بسببه أن ابن أبي الحديد يعتقد ذلك وحاشاه من ذلك فإنه قد بين جوابه في شرحه فليطالعه من أحب ذلك قريب آخر الجزء الآخر منه والله الموفق. وليعلم المسترشد أن أهل الحديث والرواة هم عمدة الإسلام وعليهم اعتماد كافة الفرق في الرواية فإنما أخذوا الحديث من كتبهم وعنهم هذا ظاهر مشهور وكذا علم أصول الفقه والعربية والتفسير وأكثر الفقه كل ذلك مأخوذ عن السلف لكل مذهب.
مخ ۵۸