قال نكروا
3
لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون * فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين * وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين (سورة النمل: من آية 41-43).
أعظم بهذا القرآن! إنه العرض الفني في إعجازه. لم يقل إنها حين رأت آمنت من فورها. لا .. إن القرآن هو الصدق المطلق، وهو حين يذكر لنا القصص، لا يؤلفها، وإنما يرويها في عرضه هذا المعجز الرفيع، والنفس الإنسانية لا تترك دينها هكذا عند الوهلة الأولى وإلا فهي ليست نفسا إنسانية. أو هي لم تكن مقتنعة بما كانت تؤمن به، ولو لم تكن مقتنعة لتركت هذا الذي تعتبره، دون حاجة إلى الصورة أو الحدث أو الحديث، لا بد إذن للنفس التي كانت مؤمنة بشيء أن تتروى وترى وتمعن النظر، وتتأكد، حتى تطمئن إلى هذا الدين الجديد الذي تنوي أن تعتنقه. ونتذكر شيئا آخر، تلك الهدية التي أرسلت بها إلى سليمان.
إن سليمان لم يعطها ردا على هذه الهدية. لقد آن له أن يريها أمثلة وهو من سخر له الله كل قوى الطبيعة، لا يقبل هدية منها، وهي لا تزيد عن مجرد ملكة إن أطاعها أبناء بلدها، فما كانت لتطيعها الرياح، ولا الطيور، ولا الجان.
قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد
4
من قوارير
5
قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .
ناپیژندل شوی مخ