المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الطاهر الأمين وعلى آله الطاهرين. وبعد ..
اتفقت الدراسات التاريخية، على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهب حياته لإسعاد البشرية، وإخراجها من الظلمات إلى النور، وبذل ما بوسعه لصنع مجتمع مثالي تسوده الأخلاق النبيلة والقيم الرفيعة؛ ليكون قدوة للأجيال ومثالا يحتذى، واستطاع - رغم الصعوبات - أن يصنع من أعراب البوادي الممزقة أمة واحدة، ويؤسس فيهم حضارة ذات أسس فكرية وأخلاقية مميزة.
وكان من أولوياته أن ربى أصحابه على مكارم الأخلاق، وغرس فيهم العقيدة الراسخة، والإيمان الصادق، وعودهم فعل الخيرات، حتى أصبحوا مثال الصدق والأمانة، والتعاون والبذل، فأثنى الله عليهم بقوله: ?محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود..? (الفتح/29). وقال تعالى: ?والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون? (الحشر/9). فكان صلى الله عليه وآله وسلم مربيا ناجحا، ومعلما ماهرا، وحقق في حياة البشرية مالم يحققه سواه.
مخ ۵