ونقل الشوكاني عن حسين القطان: أن الصحابة إنما هم الذين كانوا على الطريقة(1). وهذا يقضي بخروج سيئي السيرة من مفهوم الصحابي.
وقال الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: «إن بعضهم - يعني المحدثين - قد يطلق القول بعدالة الصحابة عموما، لعموم الثناء عليهم في القرآن والسنة، ثم يخصون هذا العموم عند ذكر المجاريح المصرحين من الصحابة، مثل الوليد بن عقبة وبسر بن أرطاة»(2)، واستطرد في الاستدلال وذكر الأمثلة على ذلك، ثم قال: «وهذا يفيد أن القوم - يعني المحدثين - يعتقدون زوال عدالة الصحابي عند ورود ما يدل على الجرح».
وقريبا منه ذكر العلامة محمد بن إسماعيل الأمير حيث قال في (إجابة السائل)(3): «وأئمة الحديث وإن أطلقوا بأن الصحابة كلهم عدول قد بينوا أنه من العام المخصوص، وخرجوا جماعة منهم، مثل: الوليد بن عقبة». وهذا توجيه حسن، لو وافق عليه المحدثون وأتباعهم، وهو قريب مما سيأتي في المفوم الثاني.
رأي الزيدية وموافقيهم
يرى علماء الزيدية ومن وافقهم أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وآمن به، وصحبه فترة يتمكن فيها من معرفة شرعه، والتخلق بأخلاقه، ثم مضى على نهجه، ومات على ذلك.
والفرق بين هذا المفهوم والمفهوم السابق: أنه يجعل للمعنى الاصطلاحي لكلمة (صحابي ) خصوصية زائدة عن المعنى اللغوي، فلا يعتبر مجرد لقاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو سماعه أو رؤيته مسوغا للدخول في مفهوم الصحابي الذي تناوله عموم الثناء في القرآن وأقوال الرسول، وصار على الأمة احترامه وتبجيله.
مخ ۲۲