بل بلغ من تعسف الأمويين أن أمروا أحفاد الإمام علي بشتمه على الملأ، فقد روى ابن عساكر في (تاريخ دمشق)(1) أن عبد الملك بن مروان كتب إلى عامله بالمدينة: أن أقم آل علي يشتمون علي بن أبي طالب، وأقم آل عبد الله بن الزبير يشتمون عبد الله بن الزبير. وعندما أمرهم الوالي بذلك، أبوا، وكتبوا وصاياهم استعدادا للموت، فأشير على والي المدينة إن كان لا بد من أمر، فمر آل علي يشتمون آل الزبير، ومر آل الزبير يشتمون آل علي، فاستحسن ذلك، وكان أول من أقيم الحسن بن الحسن وكان رجلا رقيق البشرة، فقال له والي المدينة: تكلم بسب آل الزبير. فقال: إن لآل الزبير رحما أبلها ببلالها، وأربها بربابها، يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة، وتدعونني إلى النار. فأمر الوالي بضربه، حتى شرخ جلده، وسال دمه تحت قدمه!! فأي طغيان وأي جور أسواء من هذا ؟!
وبهذا هيأ الأمويون للناس جوا من العداوة، وأسقطوا ما كان لكبار الصحابة من هيبة ومكانة، وورث ذلك منهم غلاة أهل السنة، فصار بعض علمائهم ومحدثيهم يسب عليا بشكل صريح، فضلا عن الغمز والتجريح المبطن، ولم يمنع ذلك (شيوخ الإسلام، وحفاظ الحديث) من الرواية عنهم والثناء عليهم ووضعهم في قوائم النبلاء الثقات!! ومن أمثلة ذلك:
مخ ۱۵