أخذ الله بقلبه إلى الحق!
قال «علي بن أبي طالب»: «الويل لمن جحد المقدر، وأنكر المدبر. زعموا أنهم كالنبات ما لهم زارع ولا لاختلاف صورهم صانع!»
لا يستدل أحدا على السراط القويم ولا يتعظ بكلام أحد، فهو يسير على هواه، ويستحمد خطاه، ولئن نزل على آراء «أندره جيد» وتأثر به، إنه لفتح عظيم فتحه هذا الأديب الفرنسي في أخلاق هذا الأديب العربي.
ما يحث الناس على اتباع مذهب إلا ويسبقهم إليه، ما يثبت لك أن هذا الكاتب صادق في مبادئه، قانع بها عن عقيدة راسخة، وإن تكن مدخولة .
مفكر، ترى في كتاباته روحا جديدا، وآراء صائبة، لا يتلون في معاقدها، ويحسب أنه يأخذ فيها بالخير والإصلاح، ولكني ضعيف اليقين في نجاحه إلا إذا مهدت المدارس أخلاق الناشئة لقبول مثل هذه الأفكار وتشربها.
قال الأستاذ «حبيش» في معرض حديثه عن الحب: «أعتقد أن على المحب أن يبدأ حبه في الجسد لينفذ من خلاله إلى النفس، وربما استغرق ارتياد مجاهل شعور حبيب واحد الحياة كلها.»
وقال في معرض حديثه عن الفتاة والزوجة: «إن الفتاة العفيفة والزوجة الفاضلة من تحافظ على فضيلتها بنفسها، لا خوفا من زوجها والناس، ومن تصون عفافها بيدها، لا على يد أبيها وأمها والجيران ... وإنه لأحب إلي أن تستشهد مئات الفتيات والزوجات في سبيل تقوية فتاة واحدة وتحصين زوجة واحدة من أن تحيا المئات مستضعفات يقدمن رجلا ويؤخرن أخرى، وبين الإقدام والإحجام أقدام تعثر فتهوي بصاحبتها، وعفاف يتردد فيهتك، وفضيلة تضطرب فتستدرج. أما إذا استبيحت الأعراض فلتستبح عن قوة لا عن ضعف، فذلك أفضل لها وأجل.»
فكرة جليلة، إلا أن المرأة إذا لم تقرن هذه الفكرة بالثقافة السامية، تزل بها قدمها فتصبح وبالا عليها.
لا يزال الأستاذ «حبيش» في ريق العمر، فهو لم يستوف منه أكثر من ست وعشرين سنة، وسيكون له في عالم الفكرة الاجتماعية شأن خطر، ولكنك لا تعلم أيان يومه، فلندعه يلغم الصخور التي تعترض طريقه، فلعله يصل فيها إلى هدف جليل.
رسوم رجال السياسة
ناپیژندل شوی مخ