295

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

فامتثلت الخادمة، وأقامت باكارا طول ليلها ساهرة وهي تعمل الفكرة في طريقة تنقذ بها فرناند، وترد قلبه إلى زوجته وولده.

ولما كانت الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي، أقبل فرناند حسب اتفاقه مع الفيروزة، وفيما هو منتظر إذ فتح الباب ودخلت منه باكارا وهي بالملابس التي كانت تلبسها في عهد غوايتها السابقة، فما صدق نظره حين رآها إلى أن أقبلت إليه تبتسم ومدت له يدها للسلام، فتلعثم لسان فرناند وقال: من أرى هنا، ألست مدام شارمت؟

لقد خدعتك عيناك، فإني كنت بالأمس مدام شارمت، أما اليوم فإني باكارا. ثم قدمت كرسيا لفرناند وقالت له: أشكرك لأنك أول قادم يهنئني بالعودة إلى حياتي السابقة، وقد تفاءلت خيرا بقدومك.

فبهت فرناند وقال: ماذا أسمع، ألعلك جننت؟

فابتسمت باكارا وقالت: ألمثل هذا أتيتني في هذه الساعة المتقدمة من الصباح؟

فزاد انذهال فرناند ولم يعلم كيف يجيب، فقالت: ما هذا السكوت؟ ألعلك لم تكن تتوقع أن تراني هنا وأنت آت لترى الفيروزة؟

فاضطرب فرناند وقال: ربما ... - لقد ساء فألك؛ فإن الفيروزة قد باعتني هذا المنزل وبرحته منذ أمس. ألا تذكر هذا المنزل حين كان لي من قبل وكنت فيه؟

قال فرناند: كفى مزاحا، وأوضحي لي هذه الألغاز. - إني لا أمزح. ولا ألغاز، فإن المنزل قد اشتريته والفيروزة برحته.

فزاد انذهال فرناند وقال: أنت التي كنت مثال الفضيلة والطهارة أربعة أعوام، لا يذكرك الناس إلا بالخير والثناء، أتستطعين العودة إلى حياتك السابقة؟

فقهقهت باكارا ضاحكة: لا تكثر المواعظ والنصح؛ فقد تجد أولى مني بهما، بل أصغ لهذا الحديث الذي أقصه عليك، فقد كان في سالف الزمن امرأة مكروهة ينظر إليها الناس نظرات الاحتقار لاسترسالها للغي والضلال، واتفق يوما أنها رأت في السماء الزرقاء نجمة تضيء، وكانت هذه النجمة نجمة الحب، وكان الرجل الذي أحبته موظفا فقيرا ولكنه كان يحب فتاة طاهرة نقية، ويرجو الاقتران بها ...

ناپیژندل شوی مخ