293

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

ووقفت الهندية عند ذلك قائلة: انظر إلي، ألا تجدني حسناء؟ - بل إنك بارعة الجمال. - ألست أجمل من امرأتك؟

فأطرق برأسه إلى الأرض وقال: نعم. - أكنت تحبني لو لم تكن موجودة؟ - محب شغف!

فأنت أنين المتوجع قائلة: وإذا ماتت؟

فقال المركيز بصوت يتهدج: إن المرء قد يحب الأموات، وقد ألبث على حب امرأتي حتى بعد الموت.

فاصفر وجه الهندية من الغيرة، ثم خطر لها خاطر ظهر من بريق عينيها، فقالت: إذا طلبت إليك حلف يمين غليظة قد أوافق على الحياة بعدها، أتقسم لي هذه اليمين أنا التي أموت من أجلك؟ - أقسم لك بما تريدين كي تبقي في قيد الحياة. - إني سأطلعك على أمر هائل يضطرب له قلبك وعقلك، أتقسم لي أن تطيعني طاعة عمياء إلى أن أظهر لك البرهان الجلي عما سأخبرك به؟ - إني أقسم بتربة أبي أن أطيعك فيما تريدين. - إذن فإني أسألك الآن سؤالا. - سلي. - ألم تقل إنه إذا لم تكن امرأتك موجودة فإنك تحبني؟ - نعم، ولا أزال أعيد ما أقول. - وإذا كانت تلك المرأة خائنة لعهدك؟

فصاح المركيز صيحة غضب وقال: احذري من أن تشتميها. - ولكني أقول الحقيقة، وهي أنك ستحبني متى عرفت هذه الحقيقة.

فلم يجب المركيز بحرف، ولكنه قام إلى منضدة لقي عليها خنجرا، فأخذ الخنجر وهو يقول: إنك أخطأت بشرب السم، لأنك لا تموتين بالسم بل بهذا الخنجر.

26

كل من عرف هذا المركيز وخبر أخلاقه وعلم ما فطر عليه من الدعة والسكون ورقة الطبع ينكره أشد الإنكار، وقد رآه يزبد إزباد الجمال، وقد اصفر وجهه ورجفت شفتاه وبرقت عيناه بريق الخنجر المطرب في يده.

وقد أشهر هذا الخنجر وحاول أن يغمده في صدر تلك الفتاة التي جسرت على تدنيس سمعة امرأته، واتهامه بأقبح العيوب، ولكنه رأى ابنة عمه واقفة أمامه تستقبل الموت بابتسام وهي تقول: إذا أبيت أن تنتظر البرهان فاغمد هذا الخنجر في صدري.

ناپیژندل شوی مخ