فوثقت كريتشن بها واختلقت والدة لوسيان أسبابا تدعوها إلى السفر، ثم احتالت على الأميرة حتى أذنت لكريتشن بمرافقتها فسافرتا.
وكان الكونت دي مازير لا يزال في باريس، وقد كان ينكر أمام جميع الناس ما أشيع عن زواجه بالأميرة، فذهبت والدة لوسيان إليه فتظاهرت أنها تجهل أمر زواجه، وقالت له: إني جئت ألتمس منك إصلاح غلط ارتكبته إشفاقا على اسم عائلتك النبيل.
فارتعش الكونت وقال لها: ماذا تقصدين بذلك؟ - إنك أغويت كريتشن ويجب أن تتزوجها.
وكان لوالدة لوسيان نفوذ على الكونت، بل كان يحترمها احتراما شديدا لأنها كانت طامعة بزواجه، فكانت تظهر أمامه بخير المظاهر مما يدعو إلى الاحترام، فاعترف لها الكونت عند ذلك بجميع أمره، وأخبرها أنه متزوج زواجا شرعيا بالأميرة.
فقالت له: إذا كان ذلك كما تقول، فإن زواجك كريتشن محال، ولكن يجب أن تنقذ هذه المنكودة مما هي فيه، فإن اليأس سوف يقتلها.
ثم أخبرته أنها جاءت بكريتشن إلى باريس، وأنها مقيمة معها في منزل للأميرة في شارع أباي، وأنها باتت قريبة من الولادة، فهي في حاجة قصوى إلى العناية الشديدة.
فكاد الكونت يذوب حنوا على كريتشن؛ لأنه كان يحبها حبا أكيدا، وسار مع امرأة أخيه إلى ذلك المنزل الذي كانت تقيم فيه.
وهناك أقسم لها الكونت أنه يحبها حبا أكيدا، وأنه لا بد له من الزواج بها، ولكنه أقسم للأميرة هيلانة أنه لا يتزوج إلا بعد أن تبلغ الأربعين من عمرها، وهي قد بلغت الآن السادسة والثلاثين من العمر فلا بد إذن من الصبر أربعة أعوام.
ثم جعل يعرب لها عن عواطف قلبه، ويظهر لها مكنونات غرامه بلغة وجدت سبيلا إلى قلبها الضعيف، فصدقت وعوده وغفرت له.
أما الكونت فإنه لم يكن كاذبا في هذا الوعد، فإنه كان يرى أن حياة الأميرة قصيرة، فإن أخاه الشفالييه كان يرسل إليه التقارير عن صحتها في كل يوم، وقد أثر بها فراق الكونت تأثيرا عظيما، فزاد صحتها اعتلالا.
ناپیژندل شوی مخ