228

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

وكان ملك بافاريا لا يزال مصرا على عدم الإذن لها بالسفر، فكانت تكتب كل يوم إلى الكونت تسأله الإسراع بالعودة، فيعللها الكونت بقرب رجوعه ويقول إنه لا يستطيع تعيين موعد الرجوع؛ لأنه مضطر إلى البقاء في باريس لأشغال خطيرة جدا، فكانت والدة لوسيان تكيد المكائد في خلال ذلك دون أن يدري أحد بمقاصدها، وذلك أن امرأة نورية تدعى تنوان كانت متصلة بها فكانت لها شر معين، وقد جاءت في ذلك اليوم من بافاريا ...

فقاطعته أورور وقالت: أهي تلك المرأة نفسها التي لا تزال في قصر امرأة عمي؟ - هي نفسها.

فقالت له بصوت يضطرب: أتم حديثك يا بنيامين فإني أراه عجيبا. - إن تنوان هذه كانت تستكشف الطوالع، وكانت الأميرة هيلانة من أهل التطير والاعتقاد بالأوهام الباطلة، فكانت تنوان تستكشف طالع الأميرة وتخبرها بما يوافق أغراضها بالاتفاق مع والدة لوسيان، ثم تكتب إليها كل يوم عما تحدثه مكائدها في نفس تلك الأميرة.

وما زالت بها حتى غرست في نفسها بذور الغيرة، فأيقنت أن الكونت لا يحبها، وأن قلبه منشغل في باريس، فكادت تجن لغيرتها، وكل ذلك بحسن دهاء هذه النورية.

ولم تكن تستطيع السفر إلى باريس لأن الملك لم يأذن لها، فأفضت بها الغيرة إلى إرسال تنوان إلى باريس للاستطلاع وموافاتها بالخبر اليقين.

وقد وصلت النورية تلك الليلة إلى القصر المقيمة فيه كريتشن ووالدة لوسيان، وكان وصولها إليه حين خروج الكونت دي مازير منه.

ولا شك أن والدة لوسيان كانت تنتظر قدومها، فإنها نزلت لاستقبالها إلى آخر السلم، وعانقتها معانقة الأخوات ثم قالت لها: إلى أين وصلت بنا الحوادث؟ - إلى حيث أردنا، فإن الأميرة تكاد تجن من الغيرة. - وكيف صحتها؟ - على ما يشتهيه أعداؤها. - والشفالييه دي مازير؟ - إنه مدله بغرام كريتشن، فإنه يأتي كل يوم إلى قصر الأميرة يسأل عن زمن عودتها. - أتظنين أنه لا يعرف شيئا من أمرها؟ - بل أؤكد.

فاتقدت عينا والدة لوسيان ببارق من الرجاء وقالت: لقد دنت الساعة.

ثم ذهبت بالنورية إلى حجرة معتزلة في القصر كي لا تعلم كريتشن بقدومها إلى باريس.

28

ناپیژندل شوی مخ