148

============================================================

واذا كان ذا زنا وفسق وهو ولعب فزوجه القرود ، وعلي ذلك بحسب ما يرتاض الانسان عليه شاكل ما شاكله ، اما بافعاله واما باخلاقه ، واما بعاداته ، او بنحو من انحاثه ، فيكون له زوجا ، واذا كانت هذه المشاكلة ثابتة ، ققد بان ان قوله غير مستقصي في باب ما قاله انه لا نظير للبشر ، فان البشر ذو اشكال وازواج من وجوه كثيرة .

الفصل لثالث من الباب السابع وأما صاحب النصرة فانه قال صوابا في معني الجنسية ، فقد أحال في قوله اتما جعل الفرس زوجا للبشر لقبوله تعليم البشر ، لأنه اذا كان من جهة القبول والتعليم صار زوجا له فليس الفرس بان يكون زوجا له أولي من غيره ، اذ في الحيوان من يقيل التعليم والأدب وهو غير الفرس ، واذا كان من جهة النوعية قليس ايضا الفرس بان يكون زوجا له أولي من غيره من باقي الواع الحيوان ، فقد صار له ازواج لا زوج واحد.

وفي الجملة نقول : ان زوج البشر في الحقيقة لن يكون الا الملائكة والمراد بقولتا البشر من جميع الفضائل مثل الأنبياء والأوصياء والأثمة صلوات الله عليهم ، ومن يقتفي آثارهم ، ويقيم طاعتهم ، ويعبدون الله بالعبادتين جميعا، لا من دونهم من الناس الذين هم في صورة البشر ، وانفسهم انفس الوحوش واليهائم ، علي ما قلنا وبينا مثل القرود ، والحمير ، والثمالب، والسباع، والدثاب، والمقتفون آثار الأثمة صلوات الله عليهم ومن فوقهم من الانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم انما بجسب اجتهادهم في الطاعة والعبادتين ، وتمسكهم بالأمر والنهي يتمايزون عن البهائم ، فيشبهوت يهم عليهم السلام ، فيخلصون في جملتهم ومنهم لا غير، ومن (يتولهم منبكم

مخ ۱۴۸