199

پیغام په الهیات او سیاست کې

رسالة في اللاهوت والسياسة

ژانرونه

ويرفض رفضا باتا أن يكون مشابها للموضوعات الحسية (انظر: التثنية، 4: 24)

16

فهل يدعي الفخار أن موسى ينكر ضمنا لا صراحة أن الله نار؟ حينئذ يجب تفسير النص الذي ينكر المظهر الحسي لله بحيث لا يبدو مناقضا للنص الآخر. فلنسلم جدلا بأن الله نار ... ولكني أفضل أن أترك هذا المثل وأذكر مثلا آخر حتى لا نشطح مع هذا المؤلف: ينفي صموئيل

17

نفيا قاطعا أن الله يندم على قرار اتخذه (انظر: صموئيل الأول، 15: 29)،

18

ويؤكد إرميا عكس ذلك، أي أن الله يندم على ما قرره من خير أو شر (انظر: إرميا، 18: 8-10)

19

فما العمل؟ ألا يتعارض هذان التصريحان تعارضا مباشرا. وأي التصريحين يراد تفسيره تفسيرا مجازيا؟ إن القضيتين كليتان متناقضتان، تثبت إحداهما صراحة ما تنفيه الأخرى صراحة. وتطبيقا للقاعدة التي وضعها، عليه أن يسلم بأن كلا منهما صحيحة وبأنه يجب رفعها بوصفها قضية كاذبة. كذلك لا يهم كثيرا أن يكون التناقض بين نص ونص آخر تناقضا غير مباشر، إذا كانت النتيجة التي استخلصناها منه واضحة، وإذا لم يكن السياق أو طبيعة النص يسمح بتفسير مجازي، على أننا نجد في الكتاب نصوصا كثيرة من هذا النوع، كما رأينا في الفصل الثاني (وقد بينا فيه أن الأنبياء دعوا إلى معتقدات مختلفة ومتعارضة)، ولا حاجة بنا هنا إلى تكرارها كلها، فقد قلنا ما يكفي للبرهنة على امتناع النتائج المترتبة على قاعدة الفخار وعلى بطلانها، ولإثبات تسرع هذا الكاتب.

وهكذا برهنا على بطلان هذه الطريقة الثانية في تفسير الكتاب، كما برهنا من قبل على بطلان طريقة ابن ميمون، وبذلك نكون قد أثبتنا أن اللاهوت ليس خادما للعقل، وأن العقل ليس خادما للاهوت، بل إن لكل منهما مملكته الخاصة؛ للعقل مملكة الحقيقة والحكمة، كما قلنا من قبل، وللاهوت مملكة التقوى والخضوع، وقد بينا أن قدرة العقل لا تذهب إلى حد يستطيع معه أن يقرر إذا كان الناس يستطيعون الحصول على السعادة بالطاعة وحدها دون معرفة بالأشياء، وفي مقابل ذلك، لا يدعي اللاهوت إلا هذا، ولا يوحي إلا بالطاعة، ولا يريد أو يستطيع أن يفعل شيئا مضادا للعقل، فهو يحدد عقائد الإيمان (كما بينا في الفصل السابق) على قدر ما تتطلبه الطاعة ويترك للعقل، الذي هو نور الفكر، والذي بدونه لا يرى إلا أحلاما وخيالات، مهمة تحديد المعنى الدقيق الذي ينبغي أن تفهم به هذه العقائد بغية الوصول إلى حقيقتها. وأنا أعني باللاهوت هنا، على وجه التحديد، الوحي من حيث إنه يشير إلى الغاية التي قلنا إن الكتاب يرمي إليها (أي بواعث الخضوع وطرقه، أي عقائد الإيمان الصحيح والتقوى الصادقة) أي ما يمكن تسميته حقيقة بكلام الله، الذي لا ينحصر في عدد معين من الكتب (انظر في هذا الموضوع الفصل الثاني عشر). وبهذا المعنى الدقيق يتفق اللاهوت إذا تأملنا وصاياه وتعاليمه في الحياة، اتفاقا تاما مع العقل، كما أن غايته وهدفه لا يتعارضان مع العقل، وبالتالي فهو شامل يخاطب جميع الناس. أما بالنسبة إلى الكتاب على وجه العموم فقد بينا من قبل في الفصل السابع أن تحديد معناه يجب أن يقوم على النقد التاريخي وحده لا على تاريخ الطبيعة الشامل، الذي هو المعطى الأساسي للفلسفة وحدها. وعندئذ، فإذا افترضنا أننا بعد أن بحثنا عن المعنى الصحيح للكتاب، وجدنا فيه ما يناقض العقل، فلا ينبغي التوقف عنده لأننا نعلم عن يقين أن كل ما يمكن وجوده، بهذا الوصف، في الكتاب - شأنه شأن الأفكار التي يمكن أن يجهلها الناس دون أن ينال ذلك من الإحسان - لا صلة له باللاهوت أو بكلام الله، وبالتالي يستطيع كل فرد في مثل هذه الأمور أن يفكر كما يشاء دون أي خوف. نستنتج إذن، على نحو قاطع، أنه لا ينبغي أن يخضع الكتاب للعقل ولا العقل للكتاب.

ناپیژندل شوی مخ