198

پیغام په الهیات او سیاست کې

رسالة في اللاهوت والسياسة

ژانرونه

ولا يجهل أحد إذن أن هاتين قضيتان خرافيتان، وأنا لن آخذ عليه هنا أنه لم يدرك أن الكتاب ربما يكون من كتب مختلفة، دونها مؤلفون مختلفون، في عصور مختلفة، لقراء مختلفين، ولن أذكر أيضا أنه وضع مبادئه بوحي من آرائه الشخصية، لأنها لا تعتمد على العقل ولا على الكتاب، وكان يجب عليه على الأقل أن يبرهن على إمكان التفسير المجازي المقبول لكل الفقرات التي لا يوجد بينها إلا تناقض ضمني فحسب، وذلك دون تعسف مع اللغة، ومع عمل حساب للسياق دائما. ومن ناحية أخرى كان عليه أن يبرهن على أن الكتاب وصل إلينا دون تحريف. فلنفحص هذه الموضوعات على التوالي، وأبدأ أولا بسؤاله: ما العمل إذا عارض العقل؟ هل نحن مضطرون مع ذلك لقبول ما يثبته الكتاب على أنه حق ورفض ما ينفيه على أنه باطل؟ قد يجيب بأنه لا يوجد في الكتاب ما يناقض العقل.

11

ومع ذلك، فإني أصر على رأيي: فالكتاب يؤكد صراحة أن الله غيور (انظر: الوصايا العشر في الخروج، 34: 14، التثنية، 4: 24، وفقرات أخرى كثيرة)

12

وهذا مناقض للعقل، فيجب إذن أن نفترض، بالرغم من اعتراض العقل، بأن ذلك صحيح. وحتى لو وجدنا نصوصا أخرى في الكتاب تفيد أن الله ليس غيورا، فيجب تفسير هذه النصوص الأخيرة تفسيرا مجازيا حتى لا يكون لدينا معان متعارضة. وكذلك ينص الكتاب صراحة على نزول الله على جبل سيناء (انظر: الخروج، 19: 20 ... إلخ)

13

وينسب إليه في مواقع عديدة حركات في المكان، على حين أنه لا يوجد نص واحد يفيد صراحة أنه لا يتحرك. فعلينا إذن أن نؤمن بأن الله يتحرك بالفعل. صحيح أن سليمان قال: إن الله لا يوجد في مكان (انظر: الملوك الأول، 8: 27)،

14

ولكنه لم يعلن صراحة أن الله لا يتحرك وكان ذلك مجرد استنتاج مما قال. فعلينا إذن أن نفسر الفقرة بحيث لا تنفي حركة الله في المكان، كذلك يجب النظر إلى السموات على أنها مسكن لله وعرشه، لأن الكتاب ينص على ذلك صراحة، وهكذا الحال في نصوص كثيرة تتفق مع معتقدات الأنبياء والعامة، ولا يستطيع كشف بطلانها إلا العقل والفلسفة وحدهما لا الكتاب. ومع ذلك فمن الواجب افتراض صحة هذه النصوص كلها، كما يدعي هذا الكتاب، لأننا لا ينبغي أن نحكم العقل في مثل هذه الأمور، ومن ناحية أخرى لا أوافق على التناقض الموجود بين أي نصين من الكتاب تناقضا غير مباشر أو غير صريح؛ إذ يؤكد موسى تأكيدا مباشرا أن الله نار (انظر: التثنية، 4: 24)

15

ناپیژندل شوی مخ