فما باله يتألَّم ويحزن لوِحدتِهم وزوال فُرقتِهم عند الكعبة، فينقمُ على مَن كانوا سببًا في هذه الوِحدةِ، ويقول: "كان للمذاهب الأربعة في الحَرم المكيِّ منابر، فهدمتُموها"؟!!
وهذا التناقضُ من الكاتبِ في تأَلُّمِه على الفُرقة في أمريكا وأوربا، وتألُّمه وحُزنِه على وِحدة المسلمين في صلاتِهم عند الكعبة ناشيءٌ عن اتِّباعِ الهَوَى والنَّيلِ مِمَّن يَدْعو إلى الحقِّ والهدى، وما أحسن قول أبي عثمان النيسابوري ﵀: "مَن أمَّر السُّنَّةَ على نفسِه قولًا وفعلًا نطق بالحكمة، ومَن أمَّر الهوى على نفسِه قولًا وفعلًا نطق بالبدعة".
ثمَّ ما علاقةُ مَن أراد نُصحَهم بتفَرُّق غيرهم إلى أشعريٍّ أو ماتريديٍّ، وديوبَنديٍّ أو بريلويٍّ ... إلخ، على حدِّ قوله.
وقوله: "هذا تابعٌ لابن باز وابن عُثيمين، يُكفِّرُ الصوفيةَ والذَّاكرين"، هو من الإفكِ المُبين، كما سبقت الإشارةُ إلى ذلك.