وقد سمعتُ من الدكتور محمد تقي الدِّين الهلالي ﵀، وهو مِمَّن أدرك ذلك الوقت يذكر أنَّ واحدًا مِمَّن آلَمَهم ذلك التفرُّق تحدَّث مع واحدٍ من المتعصِّبين مُنكِرًا لذلك التفرُّق، فكان جواب ذلك المتعصِّب أن قال: الدليل على أنَّكم لستم على حقٍّ أنَّه ليس لكم مقامٌ حول الكعبة، فكان جواب المنكِر لذلك التفرُّق: يكفي المسلمين جميعًا مقامُ إبراهيم، ولا يحتاجون إلى مقامات أخرى!!
والكاتبُ في أوراقِه يُظهرُ التألُّمَ من فُرقة المسلمين في هذا الزمان، فيقول: "بلادُ أمريكا وأوربا وصلها داؤكم الدَّفين، فاشتعلَ الخلافُ في مساجدِ ومدارس المسلمين، هذا تابعٌ لابن باز وابن عُثيمين، يُكفِّرُ الصوفيةَ والذَّاكرين، وهذا أشعريٌّ أو ماتريديٌّ، وهذا ديوبَنديٌّ أو بريلوي ... إلخ، يُحاربُ بعضُهم بعضًا، ويُحرِّم الصلاة خلفهم، والزواج والتواصل فيما بينهم، ويقطع أواصرَ الدِّين ... ".
فإذا كان هذا تألُّمُه لفُرقةِ المسلمين في أوربا وأمريكا،