189

روضه واعظین او د نصیحت منلو هرکلی - برخه ۱

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

ژانرونه

د حدیث علوم

قال المثرم: فما تريد أن أسأل الله لك أن يعطيك في مكانك ما يكون دلالة لك؟

قال أبو طالب: اريد طعاما من الجنة في وقتي هذا، فدعا الراهب بذلك، فما استتم دعاه حتى اتي بطبق عليه من فواكه الجنة رطبة وعنبة ورمان، فتناول أبو طالب منه رمانة ونهض فرحا مسرورا (1) من ساعته، حتى رجع إلى منزله فأكلها، فتحولت ماء في صلبه، فجامع فاطمة بنت أسد، فحملت بعلي، وارتجت الأرض وزلزلت بهم أياما حتى لقيت قريش من ذلك شدة وفزعوا، وقالوا: قوموا بآلهتكم إلى ذروة أبي قبيس، حتى نسألهم أن يسكنوا ما نزل بكم وحل بساحتكم، فلما اجتمعوا على ذروة جبل أبي قبيس، فجعل يرتج ارتجاجا حتى تدكدكت بهم صم الصخور، وتناثرت وتساقطت الآلهة على وجهها، فلما بصروا بذلك قالوا: لا طاقة لنا بما حل بنا.

فصعد أبو طالب الجبل وهو غير مكترث بما هم فيه. فقال: يا أيها الناس! إن الله تبارك وتعالى قد أحدث في هذه الليلة حادثة، وخلق فيها خلقا؛ إن لم تطيعوه، ولم تقروا بولايته وتشهدوا بإمامته لم يسكن ما بكم، ولا يكون لكم بتهامة مسكنا. فقالوا: يا أبا طالب! إنا نقول بمقالتك، فبكى أبو طالب، ورفع إلى الله تعالى يديه وقال: إلهي وسيدي، اسألك بالمحمدية المحمودة، وبالعلوية العالية، والفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة والرحمة.

فو الذي فلق الحبة وبرء النسمة، لقد كانت العرب تكتب هذه الكلمات، فتدعو بها عند شدائدها في الجاهلية وهي لا تعلمها ولا تعرف حقيقتها.

مخ ۱۹۵