64

روضة المحبين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

پوهندوی

محمد عزير شمس

خپرندوی

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض وبيروت

ژانرونه

تصوف
فصل وأما الهوى: فهو ميلُ النفس إلى الشيء، وفعله: هَوِيَ، يَهوَى، هَوًى، مثل: عَمِيَ، يَعْمَى، عَمًى. وأمَّا هَوَى يَهْوِي بالفتح فهو السقوط، ومصدرهُ الهُوِيُّ بالضم، ويقال الهوى أيضًا على نفس المحبوب، قال الشاعر (^١): إنَّ التي زعمتْ فؤادَكَ مَلَّها ... خُلِقَتْ هواكَ كما خُلِقْتَ هوًى لها ويقال: هذا هوى فلانٍ، وفلانةُ هواه، أي: مَهْوِيَّتُهُ ومحبوبته. وأكثر ما يُستعمل في الحبّ المذموم، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) [١٠ أ] فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات/٤٠ ــ ٤١]. ويُقال: إنما سمي هوًى؛ لأنه يهوي بصاحبه. وقد يُستعمل في الحبِّ الممدُوح استعمالًا مقيَّدًا. ومنه قول النبي ﷺ: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» (^٢).

(^١) البيت لعروة بن أذينة أو غيره، انظر: «سمط اللآلي» (١/ ٤٠٩)، و«الحماسة» (٢/ ١٣)، و«أمالي» القالي (١/ ١٥٦)، و«عيون الأخبار» (٤/ ٢٩)، و«أمالي» المرتضى (١/ ٤١١)، و«الشعر والشعراء» (٢/ ٥٧٢)، و«زهر الآداب» (١/ ١٦٦). (^٢) أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (١٥)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٤/ ٣٦٩)، والبغوي في «شرح السنة» (١/ ٢١٣) من حديث عبد الله بن عمرو. قال النووي في «الأربعين» (٤١): حديث حسن صحيح، رُوِّيناه في كتاب «الحجة» بإسنادٍ صحيح. وتعقبه ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (٢/ ٣٩٤) فقال: تصحيح هذا الحديث بعيد جدًّا من وجوه. ثم ذكرها.

1 / 37