ذکر خروجه للعربان
لما دخلت العساكر إلى القاهرة من المنصورة بعد أن جرى ما ذكرناه، مال عربان الصعيد إلى الفتنة، ونهب البلاد، وحشدوا الحشود ؛ فجرد عسكر إلى جهتهم، وخرج السلطان في جملة من خرج. وكانت حشود العربان ثلاثة عشر ألفا من فارس وراجل، والسلطان وجماعته في مائي فارس - وذلك ما خبرني به السلطان - فالتجأ السلطان إلى دهروطا، فقام أهلها بنصرتيه، وأحسنوا في خدمته ؛ وأقام إلى تكامل العسكر المذكور، وهو مائتا فارس ؛ ثم ساق فأوقع بالعر بان أشد التكال، وأرمل الحلائل ؛ وفتك بالرجال، وهجم بنفسه على ابن حاتم المقدم فقتله، وأحضر رأسه على رمح، فكسر شوكتهم، وبدد زمرتهم. ولما رد الله إلى السلطان أمر المملكة أحسن إلى أهل دهروط، وكتب لهم بالمسامحات والعطايا، ورعي لهم تلك الحرمة، ولم تضع عنده تلك الخدمة.
ذكر ما فعله السلطان مع الملك المعز، وما فعله الملك المعز في حقه
لما جرى في المنصورة ما جرى اتفق الناس
مخ ۵۱