د ملک الظاهر په سيرت کې الروض الزاهر
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
ژانرونه
واتفق أن السلطان حضر إلى السرب، وقعد في رابية خلف طاقة يرمي فيها، فخرجت جماعة من الفرنج الفرسان، ومعهم الرماح بخطاطيف، فلم يشعر إلا وهم على باب السرب، فقام وقاتلهم يدا بيد ؛ وكان معه الأمير شمس الدين سنقر الرومي، والأمير بدر الدين بيسري الشمسي [ والأمير بدر الدين الخزندار وغيره، وصار الأمير شمس الدين سنقر الرومي يناوله الحجارة ' فقتل بها فارسين، وقطع الأمير حسام الدين الدوادار أحد الخطاطيف بسيفه، وجرح في عضده، ورجع الفرنج على أسوأ حالة. وكان السلطان يطوف بين عساکره في الحصار بمفرده ولا يجسر أحد ينظر إليه، ولا يشير بإصبعه.
وحضر العباد والزهاد والفقهاء والفقراء إلى هذه الغزاة المباركة، التي ملأت الأرض بالعساكر، وأصناف العالم، ولم يتبعها خمر ولا شيء من الفواحش بل النساء الصالحات، يسقين الماء في وسط القتال، ويحررن في المجانيق، وأطلق بجماعة من الصالحين الرواتب، مثل الشيخ علي المجنون، والشيخ الياس من الأغنام والحوائج ؛ وأطلق للشيخ علي البكاء جملة من المال، وما سمع أن أحدا من خواصه اشتغل عن الجهاد في نوبته بشغلة، ولا سير أمير غلمانه في نوبته واستراح هو، إلا الناس سواء في هذه الأمور، ولازم السلطان تفقد المجانيق بنفسه في كل وقت ؛ وعمل کر مون أغا منجنيقة بسبعة سهام أثر أثرة حسنة وأحضر من دمشق مجانيق، وكانت المفاردة في العقاب تحملها على الرقاب. واجتهد الأمير عز الدين الأفرم - رحمه الله ! - في أمر الحصار، الاجتهاد التام ولم يزل يلازم المبيت عند المنجنیقات، وهو المتصرف فيها.
مخ ۲۳۸