============================================================
قال السرى رضى الله عنه فسمعت كلاما أقلقنى وأشجانى وأحرقنى وأبكانى فلما رأت دموعى قالت ياسرى هذا بكاؤك على صفته فكيف لو عرفته حق معرفته ثم أغمى عليها ساعة فلما افاقت جعلت تقول: ألبستنى ثوب وصل طاب ملبسه فسأنت مولى الورى حقا ومولائي كانت بقلبى آهواء مفرقة فاستجمعت مدرأتك العين آهوائى من غصض داوى بشرب الماء غصته فكيف يصنع من قد غص بالماء قلبى حزين على ما فات من زللى والنفس في جسدى من أعظم الداء والشوق في خاطرى منى وفي كبدى والحب منى مصون في سويدائى اليك منك قصدت الباب معتذرا وأنت تعلم ما ضمته أحشائى فقلت لها ياجارية قالت لبيك يا سرى قلت من أين عرفتتى قالت ما جهلت مذ عرفت ولا فترت مذ خدمت ولا اتقطعت مذ وصلت وأهل الدرجات يعرف بعضهم بعضا، قلت أسمعك تذكرين المحبة فمن تحبين قالت لمن تعرف إلينا بنعمائه وجاد علينا بجزيل عطائه، فهو قريب إلى القلوب مجيب لطلب المحيوب سميع بديع عليم حكيم جواد كريم غفور رحيم فقلت لها من حبسك ههنا، فقالت ياسرى حاسدون تعاونوا وتعاقدوا وتراسلوا، ثم شهقت شهقة حتى ظننت أنها فارقت الحياة ثم أفاقت وأنشأت تقول: قلبى أراه إلى الأحباب مرتاحا سكران من راح حب بالهوى باحسا ياعين جودى بدمع خوف هجرهم فرب دمع آتى للخير مفتاحا ورب عين رآها الله باكية بالخوف منه تنال الروح والراحسا لله عبد جنى ذتبا فأحزنه فبات يبكى ويذرى الدمع سفاحسا موحش خائف مستيقن فطن كآن فى قلبه للنور مصياحا قال السرى رضى الله عنه فقلت لقيم المارستان أطلقها ففعل فقلت اذهبى حيث شئت، قالت يا سرى إلى آين أذهب ومالى عنه مذهب إن حبيب قابى قد ملكنى لبعض مماليكه فإن رضى مالكى ذهبت وإلا صبرت واحتسبت فقلت هذه والله أعقل منى فبينما هى تخاطبنى إذ دخل مولاها فقال للقيم أين تحفة قال هى داخل وعندها سرى السقطى رضى الله عنه.
قال: ففرح ودخل وسلم على ورحب بى وعظمنى فقلت له هى أولى بالتعظيم منى فما الذى تكره منها فقال أمور كثيرة لا تأكل ولا تشرب ذاهلة العقل مدهوشة اللب ولا تنام ولا تدعنا ننام كثيرة الفكرة سريعة العبرة ذات زفرة وحنين ويكاء وأنين
مخ ۱۳۵