============================================================
الا سعيت مبادرا للقاكم ومنعت عسينى من لذيذ رقادى وإذا نطقت بذكسر غزلان النقا أوزينب أو علوة وسسعاد فلأنتم قصدى وغاية مطلبى ولأنتم دون الجميع مرادى لا شيء يشبهكم تعالى ذكسركم عن قول ذى زيغ وذى الخاد قال فقلت لها لو أسمعتك تمام الآيات فقالت إن كنت تحسنها فاقرأها فقرأت عليها حتى انتهيت إلى قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين(1) .
فقالت أحسنت حسبك ما ضمنه الإله المعبود ثم قلت لسيدها هل لك أن تقبض ثمنها منى فقال إن ثمنها جزيل ولى ابن عم قد تعلق بها وقصدنى فيها يروم أن ترجع عما هي عليه من الخاطر الذى قد اعتراها وهو مجوسى من أهل الملة.
قال فبينما هو يخاطبنى واذ قد أقبل ابن عمه فقال أنا أردها عما هى عليه فدفعها إليه فلما علمت ذلك قالت لى يا شيخ لا تسمع كلامه ليكونن لى وله شأن عظيم يطلعك إلهك عليه فلما كان بعد مدة رأيت سيدها المجوسي الذي ذهب بها يصلى معنا في المسجد فقلت له ألست سيد الجارية قال بلى قلت كيف كان الخبر قال خير خبر، مضيت بالجارية إلى منزلى وخرجت لحاجة فلما رجعت وجدتها قد نصبت كرسيا وجلست عليه وجعلت تذكر الله تعالى وتوحده وتحذر أهلى وتنهاهم عن عبادة النار وتصف الجنة فخشيت أن تفسد علينا ديننا فقلت أخذت هذه الجارية طمعا أن افسد عليها دينها فإذا هى تقسد علينا ديننا وقصصت قصستها على صاحب لي وقلت له ما تشير على أن أفعل.
قال أودعها مالا وخذه من ورائها واطلبه منها لتثبت لك عليها الحجة ثم اضربها قال فأودعتها كيسا فيه خمسمائة دينار فاشتغلت على عادتها في عبادتها فأخذت الكيس وهى لا تشعر وطلبته منها فوثبت إلى الموضع الذى وضعته فيه وإذا بالكيس في موضعه فناولتنى أياه فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي أنا أخذت الكيس وهذا آخر فلا شك بعد العيان هذا يدل على قدرة إلهها الذي تعبده فآمنت بالهها وأسلمت أنا وصاحبي وأهلى كلهم وأطلقت سبيلها كما اختارت رضى الله عنها ونفع بها وما زالت تكتم الغرام حتى أظهر الله تعالى حالها للأنام كما أنشد لسان حالها: (1) سورة الداريات : الآيات : 56 - 58..
مخ ۱۳۳