[33_2]
لبس النجيع عليهم لما غدت ... سلبا ثيابهم وأضحوا نزعا
ألبست بيض جسومهم خلعا غدت ... حمرا بسود وجوههم لن تخلعا
عد البديعيون هذا النوع من المستحسنات، وسموه التدبيج، وهو من مستخرجات ابن أبي الإصبع واستشهد عليه بقوله ابن حيوس.
إن ترد علم حالهم عن يقين ... فالقهم يوم نائل أو قتال
تلق بيض الوجوه سود مثال ال ... نقع خضر الاكناف حمر النصال
وظريف هذا قول عز الدين الموصلي:
خضرة الصدغ والسواد من العي ... ن بيض المشيب قد أورثاني
واحمرار الدموع صفر خدي ... كل ذا من تلونات الزمان
ومنه قول الحريري في المقامة الزورائية: فمنذ أغبر عيشي الأخضر، وازور المحبوب الأصفر، اسود يومي الأبيض، وأبيض فودى الأسود، حتى رثى لي العدو الأزرق، فحبذا الموت الأحمر.
ومنها:
هنيت يا ركن الأنام بفتح ما ... دقت بشائره وشاع وشعشعا
بل قد أهني الدين فيك لأنه ... لولاك كاد عماده أن يصدعا
فاسلم ودم في سيرة عمرية ... بصدارة حسنت وجلت مطلعا
لازلت تولي الوافدين فضائلا ... وفواضلا ومكارما ولك الدعا
وله في المديح ويتذكر الوطن:
رعيا لصبرك في الثناء الموثر ... وإلى متى وحشاي ذات تسعر
ما تذكرن بني أبيك تشوقا ... وتوددا ووداع ذاك المعشر
وحشاشة ذابت وطرفا باكيا ... يوم النوى جزعا بفرط تحيري
وحنين والدة إليك وطالما ... سهرت عليك بلوعة وتحسر
مخ ۳۳