قال أحمد: يقول: إذا عرف الجسم وكيفيته وبدؤه الأصلى فإنه يعين العامل على مراده، لأنه يكون بمعرفته أحرى على تدبيره وأعرف بالاحتيال فيه.
قال أفلاطون: الأجسام الصلبة صورة جاسية، واللطيفة ضعيفة إلا أنها غزيرة.
قال أحمد: يخبرك الفيلسوف أن الأجسام الصلبة، يعنى كالذهب وسائر الأجسام التى تقاوم النار وغيره من الأركان، لا تبلغ من غزارتها ونفاذها ما يبلغ اللطيف، أعنى الأعضاء وما شاكلها. ويقول إن اللطيف ضعيف يحتاج إلى التدبير اللطيف، لأنه لا يثبت ثبات الأجساد الصلبة، إلا أن اللطيفة غزيرة سريعة النفاذ.
قال أفلاطون: وتحتاج أن تعلم لم ذلك كذلك، وليس إلا أن اللطيف طالب لموضعه. قال أحد: أحسن الفيلسوف فى قوله هذا، فإنه يقول: تحتاج أن تعلم لم اللطيف أضعف وأغزر، والكثيف أجسى وأقوى؛ ثم تحكم أنه لطلب الموضع. وإنما يريد أن ما دبر من هذا العمل فإن المراد فيه أن يرد كما كان بدءا. فاللطيف أقرب إلى جنس البدء. فإذا كان كذلك فإن طالب المحل البدء الذى هو العلو. فالتدبير يجب أن يكون أوفق، والعامل يحتاج أن يكون أوفق ليضبط العمل لئلا يصل إلى الموضع الذى يطلبه فيفوت. فأما الجاسى فكثيف طالب للسفل والعامل مستغن عن ضبطه. ف «القوة» فى كلام الفيلسوف فى هذا الموضع: «الثبات» و«الضعف» «الفراق».
قال أفلاطون: وبعد أنواع من التدبير يكون الجاسى القوى كالغزير الضعيف.
مخ ۱۲۶