قال أحمد: إن الآنية التى تحتاج فى هذا العمل يجب أن تكون مدورة الهيئة ليكون الفاعل ذلك مقتديا بالفلك وقحف الدماغ: وإذا كان الشىء المحتاج إليه الشىء البسيط المتشابه الأجزاء فبالخليق أن يكون تولده فى الجسم المشاكل المتشابه البعض بالبعض. وقبل ذلك ما أحوج الصنعة للآلة! وهى الآلة التى لا تحرقها النار ولا يحلها الماء لأنه المحتاج إليه فى بدء العمل إذ كان الحامل للعمل وغيره مستغنى عنه فيه. فليعمد العامل إلى الطين الذى قد عود الصبر على النار كالطين الهندى والمغربى أو المشرقى الذى هو الطين الصعيدى الذى تتخذ منه بواتق الصاغة. فيجعل هذا الطين فى إنائه ويغمر بالماء ويصاعد الماء عنه بالقرع ويكلس فى نار الزبل تكليسا قليلا لا يصل النار إلى أن يقيم الطين كالفخار، بل يشويه بشوية ضعيفة — يفعل ذلك سبع مرار ليأنس من القوة الماسة والنارية ويكون الماسك له هذه القوة فى رفق ليكون فى المرة السابعة كأنك لم تعالجه. ثم تطبخه طبخا جيدا وتأخذ لكل مئة جزء من الطين ثلاثة أجزاء من الطلق الأجاجى وجزءا من الحصى الأبيض الدجلى، يعنى النهرى، وربع جزء من المسحقونيا وهو إقليميا الزجاج فتجمعه وتطرح عليه مثل ربع عشرة من عظام قحف الرأس، أعنى به رأس الذكر من الإنسان، ومثل العظام نوشادر. ثم تعجن كل ذلك بالبول، واتركه على حالته تسعة أيام لا تزال تطبخه وتغمره بالماء العذب وتغليه فيه حتى تنفى أكثر الملوحة عنه. فإذا فعلت به ذلك فألق على كل مئة جزء منه جزءا من الخطمى الأبيض، واتخذ منه الأوانى التى أنا مرسم عملها لك ثم أدخلها النار حتى تنضج وتصير فخارا مقاوما للنار. فما كان من هذه الأوانى للتكليس فإنه يجزئ فى العمل. وما كان يجب أن يحل فيه الشىء ويصاعد بالرطوبة فليطل عليه طلاء الغضار، ويكون الطلاء الصينى المعمول من السنبادى والرصاص القلمى ويستعمل الآنيتين، أعنى أوانى التكليس والتحليل قبل العمل أياما فى غير العمل ليفارقه ما يفارقه ويمرن على العمل.
مخ ۱۶۶