[book 2: 3] الجزء الثالث من الرابوع لأفلاطون وهو الكتاب المترجم ب«اسطوميناس»
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول من الرابوع الثالث من أرابيع أفلاطون الحكيم
قال ثابت: قلت لأبى العباس: أيها الفيلسوف! قد فرغت من الكتاب الثانى وانقطع كلامك فيه، وإنى عازم على أمر أخاف معه الانغماس فى الطبيعة.
قال أبو العباس: وما هو يا ثابت؟
قال ثابت: مسألتك الكلام فيما يليه، وإنى خائف أن أكون أكلفك من ذلك ما يشق، فأكون قد سعيت فى أمر يؤذى العدل إذ كنت هو، ومضاد العقل، كما قد أخبرت، متسفل فى الطبيعة.
قال أبو العباس: لقد وضعت منى يا ثابت، أو مما تلتمسه، من حيث أردت الرفعة. أما علمت أن كل شىء مقو لشكله: فإن كان مما يسأل عنه الحق فهو العدل. وبالواجب أن يشاكل ما خفت أذاه. وإن غير ذلك، فبالأحرى أن يحيد عنه. وقد يعلم مخلص النسم أن الكلام فى ذلك وما يجانسه يفرج عنى ترحاتى وتنبسط له نفسى وأستروح إليه عند الضجر بما أقاسيه من مجاذبة الطبيعة.
مخ ۱۴۹