قال أحمد: إن المخ كثير الدسم، والنار تسرع فيه جدا، وهو أيضا قليل الثبات مع غير النار من الأجرام. فيقول الفيلسوف إن استعماله لقرب مشاكلة البسيط محمود، ولدسمه وسرعة تفرق أجزائه ضعيف، فيأمر أن نستعد لما يكف غائلة المذموم فيه لننتفع بالمحمود منه.
قال أفلاطون: وعضو القلب من الجسد كعضو الدماغ من الرأس.
قال أحمد: لما كان هذان العضوان متشابهين فى محل النفس، وجب أن يتشابها من حيث هما، لأن مسكن النفس العقلية الدماغ، ومسكن النفس الغضبية القلب.
قال أفلاطون: واجعل سائر الأعضاء الباطنة للآلة، فإنك محتاج إلى ذلك.
قال أحمد: يعنى بالأعضاء الباطنة أعضاء الجوف، ويأمر أن نجعل ذلك مما يصفى به أو يحلل أو يعقد سائر الأعضاء المستعملة لهذا النوع من العمل. — المثال: أنك إن أردت أن تحل عضوا من الأعضاء المتولدة من رطوبة أو برد: أن تجعل الرماد محيلا عليه ليكون هو الذى ينفى البرد واليبس ويثبت ما يريد.
قال أفلاطون: ومعرفة طبائع هذه الأعضاء سهل — إلى أن قال: فإذا عرفت فاستعملها لحاجتك.
قال أحمد: يقول إن أعضاء الجوف تسهل معرفة طبائعها ، إذ قد وضعت فيه الأطباء الكتب الكثيرة حتى استدل فى العلم بذلك العامة فضلا عن الفلاسفة. ويقول: إنك إذا عرفت طبائعها أمكنك عند ذلك أن تكف بها أضدادها أين كانت.
قال أفلاطون: والعروق أيضا مجانسة للعصب — إلى أن قال: والشريانات أنجعها.
قال أحمد: يقول إن العروق هى أعصاب وإن خالفت صيغتها صيغة العصب. والشريانات مخصوصة بمجاورة النفس الحيوانية، فلذلك حكم أنها أنجع.
قال أفلاطون: والأربع طبائع فهى أقرب، إلا أنها يداخل بعضها بعضا.
مخ ۱۳۶