============================================================
اما بعد. فإنه قد وصل إلي رقعة من آبي القاسم مبارك ابن علي الداعي ايده المولى بطاعته، يشكركم فيها، وذكر انه التقى بولد معاند وغلامه حرسهما المولى، ومعهما رقعة بالسؤال عني، وتذكارهم للحضرة الاهوتية التي لا تحتاج إلى تذكرة، ولا تخفى عنها مخبرة. فكتبت اليكم هذه الأحرف لتقفوا عليها، وتسكنوا إلى دقائق معانيها، وتتحققوا من نور الإمامة وهدايتها، انها لا تنقسم في شخصين في وقت واحد اذكانت الإمامة نورا كليا شعشعانيا، لا يتجزأ ولا يدنسه ند، ولا يغير ضد، ولو كان في العالمين شيء أفضل من الإمامة لكان المولى جل ذكره في ظاهر الأمر تسمى به؛ فلما لم يظهر الناسوت إلا باسم الإمامة علمنا انه أجل أسماء المولى جلت قدرته، وان كان الإمام أفضل عبيده وأعلاهم وهو خليفته والهادي إلى عبادته.
وما منكم أحد إلا وقد نصحته بحسب الهداية إلى دعوته، فمنكم من استجاب ونكث، مثل علي ابن أحمد الحبال الذي كان مأذونا لي وعلى يده استجاب نشتكين الدرزي، ومثل العجمي والأحول وخطلخ ماجان2، وأشباههم ممن كتبنا عليهم الميثاق، واباعوا الديانة في أسواق، ومالوا إلى الشهوات والأعواق، فاخذ مولانا جل ذكره منهم اقصاص بالبراق، "وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين" [76/43] .
وأما أنت يا معاند وأبو منصور البرذعي وأبو جعفر الحبال، فما منكم أحد إلا وقد دعوته إلى توحيد مولانا سبحانه ، فابيتم ذلك إلا أبو جعفر الحبال، فانه كان قد اجاب إلى مبارك ابن علي الداعي ايده المولى والذي منعه ولده علي قد كان ثقتي بمعرفتي ديانته وما هو عليه، فالمولى يعينه ويسدده؛ فأما أنتم فملتم إلى الحطام الفانية، ولقبتموه بسيد
مخ ۶۴۱