وسأل مثل ذلك لآله كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عمارة بن زرعة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا» «١» .
وروى أبو عيسى الترمذى من حديث عبد الله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبى أمامة رضى الله عنه، عن النبى ﷺ قال: «عرض علّى ربى ليجعل لى بطحاء «٢» مكّة ذهبا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما، وقال ثلاثا أو نحو هذا، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك» قال الترمذى: هذا حديث حسن «٣» .
وخرج البخارى من حديث ابن أبى ليلى، حدثنا على رضى الله عنه أن فاطمة ﵍ اشتكت ما تلقى من الرحى مما يطحن، فبلغها أن رسول الله ﷺ أتى بسبى، فأتته تسأله خادما فلم توافقه، فذكرت عائشة له، فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم، فقال: على مكانكما، حتى وجدت برد قدميه على صدرى، فقال:
أدلكما على خير مما سألتما: إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فإن ذلك خير لكما مما سألتمانى. وأخرجه مسلم أيضا «٤» .
ولأبى داود من حديث أبي الورد عن على بن أعبد قال: قال لى على- رضى الله عنه: ألا أحدثك عنى وعن فاطمة بنت رسول الله ﷺ، وكانت من أحب أهله إليه، قلت: بلى، قال: فإنها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثر في نحرها، وكنست البيت حتى أغبرّت ثيابها، فأتى النبى ﷺ خدم، فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادما، فأتته فوجدت عنده أحداثا،
1 / 58