فرجعت فأتاها من الغد فقال: ما كان حالك، فسكتت، فقلت: أنا أحدثك يا رسول الله، جرت الرحى حتى أثرت في يدها، وحملت القربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما تقيها حرّ ما هى فيه، فقال: اتقى الله يا فاطمة وأدّى فريضة ربك واعملى عمل أهلك، فإذا أخذت مضجعك فسبحى ثلاثا وثلاثين واحمدى ثلاثا وثلاثين وكبرى أربعا وثلاثين فهى خير لك من خادم، قالت: رضيت عن الله وعن رسوله «١» .
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث عامر بن سعد عن أبيه عن النبى ﷺ أنه قال: «إنى لأعطى الرجل وغيره أحب إلىّ منه خشية أن يكب في النار على وجهه» «٢» .
وفي رواية «فو الله إنى لأعطى الرجل وأدع الرجل، والذى أدع أحب إلىّ من الذى أعطى، ولكنى أعطى أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير» «٣» .
ومن حديث أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى ﷺ «إنى أعطى رجالا حديثى عهد بكفر أتألفهم» «٤»، وروى ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن بكر بن جنادة حدثه أن أبا سالم الحبشانى حدثه عن أبى ذر رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: كيف ترى جعيلا «٥» قال: قلت: [مسكينا] «٦» كشكلة من الناس، قال:
1 / 59