============================================================
شرح وسالة السد لبعض تلاهين ان سبعين الموجودات اليه، فالسعادة في الاتصال بالعقل، وإن العقل جوهر روحاني غير مركب، وما ليس بمركب لا يفنى، فالعقل لا يفنى، وإن الروحاني لا يدحل تحت الزمان، وما لا هدحل لا يتغير؛ فالعقل لا يتغير.
وإن النعيم والسعادة والكمال في الثبوت، وعدم التبدل، وادراك الأشياء ومطالعة الأزل، وهذا كله في العقل من صفة نفسه ، فالاتصال بالعقل هو الكمال الإنساني، وإن شرف العقل وكماله من ناته، وإن الإنسان لا يصل اليه حتى يقطع ما بينه وبينه من الرتب، وإن كل رتبة ضرورية في تحصيل ما فوتهاء فتجد كمالا داحله النقص وسعادة مشوبة بالشقاوق فانك تتعب في قطع المراتب، وتحهد في تحصيلها وتحصيل ما بعدها، وتشقى بحولك ولوتك.
وتصل بعد ذلك كله إلى جوهرك الذي أنت به انسان، وللى ذاتك الذي كتت ها فى أول التوجه كأنك حصلت بعد الجهد ما كان حاصلا، وطلبت القريب بالبعيد، وبحت عن الضروري بالدليل، وحجبت الظاهر الجلى بالتعليل، ويحكا كيف تتوجه الى عقول الأفلاك وعقلك مثلها، وجعلت المثل يفتقر الى مثله، والجواهر المغارقة فضلت بعضها على بعض وجعلت الفضيلة ناتية اللجوهر، وآنه استحق ذلك بحسب رتبته، وكيف ذلك وجواهرها واحدة في الاضطرار والاضطرار الموجود في كل واحد منها هو الموجود في الأخر، وما عدم من كل منها عدم في الأحر، وهى واحدة هي وحدتها التى لا تتقسم، وكونها روحانية لا تركيب فيها، وهي متساوية في ذلك؟ فكيف يفتفر المثل الى مثله من كل الجهات، والذي عدم مته عدم من مثله والذي هو موجود في مثله هو موجود في ذاته هر فعليك ببوهرك الذي تبحث به عن غيره واحث به عه، واطلب الشرف والكمال من الواحد الحق الذي قال: (أغطى كل شيء خلقة) [طه: 32]، ثم هداه الى نصيه الموجود في النظام القديم.
واعلم أن جوهرك يأحذ نصيبه من الله كما يأحذه العقل الكلى والفعال وغيره وأن كلمة الله هى المفيضة على كل جوهر، وهي المقؤمة والمتممة لكل موجود، روحانيا كان أو حسمانيا، وأن الله لا واسطة بينه وبين مفعوله، وأن أمره هو الذي يتزل في السموات
مخ ۶۳