============================================================
وستل ابن سعين يكون إلا بقدر المعرفة به، والطاعة له ومعرفته لا تكون إلا بالجوهر الملكى المفارق، اذ الجسم لا يعلم، لأنه ميت بالطبع.
والعمل الصالح هو أخلاق الذوات المحردة إذ الخير هو طبيتها، فتوحيد الله هو ذاتها، والسعادة في التوحيد، والعمل الصالح، والخير المحض، والسحادة والكمال في الذات المحردة بالنات فافهم الشريعة على هذا الوجه، وتكون من السعداء الصوفية الجلة.
وكذلك يقال للأشعرى، اذ هو يعتقد في سعادة الانسان ما يعتقده الفقيه لأنها عنده في حكم الامكان، وحتلة النقيض، وبعد الموت بتعين منها ما شاء اللى فيقال له: جميع ما اعتقدته في اللى وكونه ليس بجسم، ولا في جسم ومضره عن طره الأعراض الجسمانية عليه، وإنه يعلم لا في زمان، ولا في حاسة جيع ذلك هو الذى يقال على جوهر الإنسان.
ولما كان الإنسان جوهرا ملكيا مفارقا كان عارفا بالله بالنات، وتحت ربه من كل الجهات، ومشاهدا له على الدوام وكامل العبودية له بالنات.
فلثا غمرته الطبيعة في الأمور المحسوسة بمشاركة الأجسام احتاج الى الحواس، وآلة البدن فجاء التوجه، وحطاب الشريعة كأنه يصرفه الى عالمه فيجد كماله في ذاته وجوهره صفه نفس ذلك الجوهر، وتلك النوات.
وافهم ذلك من قوله تعالى: { ازجعى إلى رتك) [الفجر: 28].
ومن قوله: ( كما بدايا أول خلق لعيدة) [الأنبياء: 104] .
ومن قوله: ( ولقذ علمثم النشأة الأولى فلؤلا كذكرون) [الواقعة: 62] .
عل هذا إلا إشارة للمبدع الأول الذي خلق في أحسن تقوع بمعرفة حالقه وباريه، ومشاهدة جلاله والتظر الى وحدته، ثم رجع أسفل السافلين بمشاركة المواد وتدبير الأجسام ثم يرد إلى جوهره الأول بالايمان والعمل الصالح؟
فالكمال الإتساني: هو اتصال الإنسان سبديه الأول حيث هو رضوان الله وتوحيده ومشاهدته بالنات.
ويقال للفيلسوف: أنت تتكلم في الكمال الإنساني، وتعمل عليه وتزعم انه يحصل بتجرد الجوهر عن عالم الطبيعة، والاتصال بالعقل الفعال على قولة الحكيم أرسطو بالجوهر، وإلى الكلى بالعلم، وأن سعادة الإنسان في القرب من الله، والعقل اقرب انظر رشح الزلال تأليف الشيخ عبد الرزاق القاشني، تحقيق الدككور عاصم الكيالي، تشر دار الكب العلمية ص 218 وما هليها.
مخ ۶۲