============================================================
وسقل ان سعين ولا سعادة غير الذي هو فيه واليه.
فإذا كان الأمر كذلك فكل طالب، وكل متظر، وكل واقف في مطلوبه على حاشيتي التقيض، وكل من يقدر كمالا أو سعادة غير الذي هو فيه ويه فليس بسعيد، ولا كامل: فترجع للفقيه، فنقول له: اعلم أن الأعمال الشرعية المراد مها إمساك النفوس عن الشهوات البدنية، وتجريد الجوهر عن اللنات الطبيعية، ورياضة الإنسان بالأعمال العملية وتشويقه الى الحقائق بالمباحث العلمية، وتحليته بالتحلقات الريانية، وتغذيته بالملذوذات الروحانية، حتى يتجرد عن الجسم بموت شهواته، ويتصل بالنوات المغارقة للمادة بعله وتخلقه، وعلمه جوهره. فيكون من جملة الذوات الجردة وفاته مفارقة ليست بجسم ولا في جسم والنوات المفارقة تعلم بغير نظر، وتدرك بغير حواس، وتشاهد رها شهوذا غير زماني ولا مكاني، وهى مقيمة في حضرته إقامه أبدية، وتتلذذ بمطالعة حلاله، وسا يسرى لها مته من الفضل والشرف، والكمالات الناتية التى لا تفارق الجوهر.
فيعذ يكون الإنسان باقيا لا يفنى، ولا بجرى عليه الكون، ويستحيل عليه الفساد، ويتلذذ بلنات روحانية غير منقطعة ولا شال في وقت دون وقت، اذ هي في جوهره وهرية له وصنة تفسه: وقد سلمت في مقدماتك واعتقادك إن نعيم الجنه لا يتقطع، وان الإنسان فيها لا بموت، ولكنك جهلت الكيفيق فهنه كيفية ذلك وزعت إن ذلك لا يكون الا بعد الموت الذي تعلمه في عرفك، وصدقت في ذلك، ولكنك عازك أن تعلم إن الإنسان المتوجه للقوانين الشرعية يموت عن الجسم قبل موته الذي تعلمه في عرفك، ويتجرد عنه تجرينا تايا بحسب امتغراق حاله فى ذلك ويدرك حاسته ومقامه، كما تخبر آنت ان ذلك برى بعد الموت.
والصوفية من أهل الملة كل واحد منهم متفق على هذا المعنى، وقائل به، وهنا هر المعروف المتعاهد عندهم وجيع ما تقول آنت آنه يصل في الآحرة يدركه، وماكل بروحه من طرف ابلتق ويشاهد مقعده عند الله ورتبته وحامته يقطع ها، ويكلم بالمغييات ويكشف الواقعات قبل وقوعها، هل هذا إلا من مطالعة النظام القلح وكشف ما فيه وهنا لا يكون إلا بجوهر روحاني مفارق للمادة.
وأنت تسلم، وتقول: إن السحادة تنال بتوحيد الله تعالى، ومعرفته، والأعمال الصالحة، وعلى قدر ما يستكثر الإنسان من الأعمال تكون درجته عند الله وسعادته.
كذلك يقول الصوفي: على قدر الأعمال الشرعية، والميل الى الله حتى يستغرق أزمته
مخ ۶۰