عليه من الباطل، وجد١ ورقة فيها اعتراض على ما كتبته وهو اعتراض ظاهر البطلان ولكن لغلبة الجهل قد يحصل تلبيس على الجهال. فطلب مني بعض الإخوان تعقب اعتراضات هذا المبطل وبيان فسادها فأجبته لما رأيته من تمكن الحهل في قلوب أكثر الناس خاصة في التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله وبه أرسل جميع الرسل وأنزل جميع الكتب وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من ذلك أني ذكرت أن ما تضمنته هذه الأبيات وهي قوله:
يا أكرم الخلق مالي من ... ألوذ٢ به سواك
إلى قوله:
فإن من جودك٣ الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
وقوله
إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي ... ومنقذي من عذاب الله والألم
وما قبل هذه الأبيات وما بعدها ذكرت أن هذا يشابه غلو النصارى في المسيح ﵇.
_________
"١" هكذا بالمطبوعة، والظاهر أن الصواب: "وجدتُ".
"٢" قال الفيومي في" المصباح المنير" "ص ٢١٤" "مادة: لوذ": "لاذ الرجل بالجبل يلوذ لِواذًا بكسر اللام، وحُكيَ التثليث، وهو الالتجاء، ولاذ بالقوم، وهي المداناة" أهـ.
"٣" قال الفيومي في"المصباح المنير" "ص ٤٤" "مادة: جود": "جاد بالمال: بذله، وجاد بنفسه: سمح بها عند الموت" أهـ. ويقصد هذا الناظم أن الدنيا هي شيء بذله النبي ﷺ وفاضت بها يده؛ وهذا ضلال مبين، لم يقل به حتى المشركون الأوائل الذين كانوا لا يدَّعون لأصنامهم وأوثانهم أنها تخلق أو ترزق، بل كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق وحده وهو الرازق وحده، وإنما هذه الأوثان وسيلة تقربهم إلى الله بزعمهم.
1 / 12