105

قصۀ طرواده

قصة طروادة

ژانرونه

هذه بريسيز تبرز فتخطف الأبصار وتتقدم فتثب القلوب، تود لو تغمرها لمحة من جمالها النضر وشبابها الفينان!

فهل رأيت إلى العاصفة تقتلع الدوح وتطيح بالأيك، وتهب على اليم النائم فيصطخب، والبحر الوادع فيضطرب ... و... على الغدير ذي الخرير فيرقص من رعشة كأن به مسا من الخدر!

تلك هي بريسيز حين تبدت للقوم!

لقد هتف أوليسيز هتفة ضاعت في انذهال الملأ بما يرى على ما تعرف من جبروت أوليسيز وشدة أيده ... ثم هتف فتلفت الناس، وراح الرجل يكرر ما قيل من نقاء بريسيز وتمام طهرها؛ وأخيل مطرق ساهم، لا يكاد يعي مما يقال شيئا!

واستل أتريديس خنجره، وأهوى به على عنق الخنزير يذبحه، وهو في ذلك كله يصلي لأربابه، ويسبح بحمد السماء، ويشكر سيد الأولمب ما أتم من صلح شريف بين سليلي الآلهة.

ونهض أجاممنون فقدم بريسيز إلى سيدها، وعقب بكلمة طيبة، ثم أشار أخيل إلى الميرميدون؛ فحملوا الهدايا وانطلقوا بها إلى أسطولهم، ومعهم فتاة مولاهم في صفوف موسيقية، وفي موكب رهيب! •••

وانصرف القادة إلى زادهم والجنود إلى ميرتهم، ولا حديث لهم إلا أخيل وفتاة أخيل، والصلح الذي باركته السماء، وكسبوا منه أن يكون فيهم أخيل!

أما بريسيز فقد وصلت إلى سفينة مولاها؛ فشدهها أن ترى جثة بتروكلوس في لفائفها وأكفانها، وإلى هذه الأم البارة، ذيتيس؛ جالسة عندها تبكي، وتدفع أسراب الذباب، وتسقي القتيل خمرا!

لقد كانت بريسيز تعجب بالبطل منذ قريب، ولقد تركته ممتلئا صحة، موفورا شبابا؛ نضر الصبى، ريان الإهاب، ثم عادت فكان أشق شيء عليها أن تراه مسجى هكذا! لا نأمة ولا حركة ولا نفس! قتيلا كأدنى من كان يقتل كل يوم روع، طعينا كأقل من كان يطعن كل يوم نزال!

ودارت الدنيا بالفتاة فراحت تملؤها ندبة وبكاء! واجتمع لديها الفتيات الأخريات يندبن ويبكين.

ناپیژندل شوی مخ