وروى الواقدي والمدائني عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: [أنه] وفد إلى معاوية فأمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه فيعزيه في الحسن ابن علي، فلما دخل على ابن عباس رحب به وأكرمه وجلس عنده بين يديه، فأراد ابن عباس أن يرفع مجلسه فأبى وقال: إنما أجلس مجلس المعزي لا المهني. ثم ذكر الحسن فقال: رحم الله أبا محمد أوسع الرحمة وأفسحها وأعظم الله أجرك، وأحسن عزاك، وعوضك من مصابك ما هو خير لك ثوابا وخير عقبا، فلما نهض يزيد من عنده قال ابن عباس: ((إذا ذهب بنو حرب ذهب حلماء الناس)) ثم أنشد:
معاض عن العوراء لا ينطقونها ... وأصل وراثات الحلوم الأوائل
مخ ۳۰