وقد كان يزيد أول من غزا القسطنطينية في سنة سبع وأربعين في قول يعقوب بن سقان، وقال خليفة بن خياط سنة خمسين، ثم حج بالناس في تلك السنة بعد مرجعه من هذه الغزوة من أرض الروم، وقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أول جيش يغزو مدينة قبرص وقيصر مغفور لهم وهو الجيش الثاني الذي رآه عند أم حرام فقالت: ((أعوذ بالله أن تجعلني منهم)) فقال: ((أنت من الأولين)). يعني جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها سنة سبع وعشرين أيام عثمان ابن عفان وكانت معهم أم حرام (فماتت)) هناك بقبرص، ثم كان أمير الجيش الثاني ابنه يزيد بن معاوية، ولم تدرك أم حرام جيش يزيد هذا، وهذا من أعظم دلائل النبوة.
وقد أورد ابن عساكر ها هنا الحديث الذي رواه عامر عن الأعمش عن إبراهيم بن عبيدة عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الناس قومي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
كذلك رواه عبد الله بن حبق عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أورد من طريق حماد بن سلمة عن أبي محمد عن زرارة بن أوس: ((في القرن عشرون ومائة سنة فبعث الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في قرن آخره موت يزيد بن معاوية)).
مخ ۳۱