وقال الطبراني: حدثنا محمد بن زكريا العلائي، ثنا ابن عائشة عن أبيه قال: كان يزيد في حداثته صاحب شراب يأخذ مأخذ الأحداث، فأحس معاوية بذلك، فأحب أن يعظه في رفق فقال: يا بني، ما أقدرك على أن تتصل إلى حاجتك من تهتك يذهب بمروتك وقدرك، ويشمت بك عدوك، ويسيء صديقك، ثم قال: يا بني إني منشدك أبياتا فتأدب بها واحفظها فأنشده:
انصب جدارا في طلاب العلا ... واصبر على هجر الخبيث القريب
حتى إذا الليل أتى بالدجى ... واكتحلت بالغمض عين الرقيب
فباشر الليل بما تشتهي ... فإنما الليل نهار الأريب
كم فاسق تحسبه ناسكا ... قد باشر الليل بأمر عجيب
غطى عليه الليل أستاره ... فبات في أمن وعيش خصيب
ولدة الأحمق مكشوفة ... يسعى بها كل عدو مريب
وراوي هذه الأبيات محمد بن زكريا ضعيف، قلت: وهذا كما جاء في الحديث ((من ابتلى بشيء من القاذورات فليستتر يستره الله عز وجل)).
مخ ۲۹