قال العتبي: وقدم (زياد) بأموال كثيرة، وبسفط مملو جوهرا على معاوية، فسر بذلك معاوية، فقام زياد وصعد المنبر، ثم افتخر بما يفعله بأرض العراق من تمهيد الممالك لمعاوية، فقام يزيد فقال: إن تفعل ذلك يا زياد فنحن نقلناك من ولاء ثقيف إلى قريش، ومن حزب زياد بن عبيد إلى حزب بني أمية ، فقال له معاوية: ((اجلس فداك أبي وأمي)).
وعن عطاء بن السايب قال: غضب معاوية على ابنه يزيد فهجره، فقال له الأحنف بن قيس: ((يا أمير المؤمنين إنما هم أولادنا نار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، إن غضبوا فأرضهم، وإن طلبوا فأعطهم، ولا تكن عليهم قفلا فيملوا حياتك، ويتمنوا موتك)). فقال معاوية: ((لله درك يا أبا بحر)). ((يا غلام إيت يزيد فأقره مني السلام، وقل له: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بماية ألف درهم وماية ثوب))، فقال يزيد: ((من عند أمير المؤمنين؟)) فقال: الأحنف. ((فقال يزيد: لا جرم، لأقاسمنه)) فبعث إلى الأحنف بخمسين ألفا وخمسين ثوبا.
مخ ۲۸