اله، فخسرت مالي وشغلت قلبي وتركت كسبي حتى حصلت لا على شيء.
لفهذا أحد من غرني ظاهره وكان كالسراب.
لاا من استزريت ظاهره واحتقرت خلقته واسترذلت صناعته واستوحشت كسوته واستعدمت الخير منه ومن أمثاله ولا حسبت أ يخطر على بالي، فكان الأمر بخلاف ذلك، وذلك(57) ان غلاما زيالا(58) اصفر كان يتعهد اسطبل دوابي في كل يوم لأخذ الزبل منه، وكان ربما جاء معه اجل آخر، قيل لي إنه أستاذه، وربما جاء وحده. إلا أن عيني لم تكد تخلو امن نظرها إليه في كثير من الأوقات. وكنت لا املؤ عيني منه، استقذاراله ولصناعته، ولا خطرلي قطعلى بال اواي لمشرف يوما على الاسطبل من كوة بيت أبصر منها دوابي وأعلم احال خدمة يسواسي لها، اراهم منها ولا يروني، إذ لمحت هذا الغلام الالصفرقائما يجمع الزبل وعلى راسه فوطة فحلها ونفضها، فعند حله لها و نفضه إياها تأملت في وسطه أيرا في طول الذراع، ناعما رطبا ذهبيا له بريق ورأس وافرة، وغضاضة ونضيارة، فلم اتمالك ان صح بغلماني وامرتهم أن يدعوه لي فجاؤني به فتأملت خلقته وصورته، وما كنت قبل اذلك لأتأمله(59) ولا ملات عيني منه، فإذا هو من الصفر حسنا، بحاجبين ازجين، وعينين غنجين، وخد أسيل، وجيد سبط بشفتين رطبتين فيهما لاء يسير، وثغركاللؤلؤ بياضا ونقاء، واطراف مرمرية، ولبد(60) به بريق وصقالة ونعومة وصفرة مشبعة، وسنه من السبع عشرة سنة إلى الثمان ع شرة، بلون ميل إلى الخلاسة(61) والتفاف اللحم. فسيالته عن مولده فذكر إنه من مآليد البصرة وإن أستاذه الزبال عشقه منذ ثلاث سنين وصار إلى غداد
مخ ۲۷۵