216

اذ استقبلنا غلام في قد السسروة، مديد القامة، حسنة شمائله، مليحة اشارته، بوجه يتلالا وخد أسيل، مختط العذارين وشعر أسود، وعليه لالة شرب، مترد برداء قد نفضه على رأسه، وسراويل على قدميه وتكة حرير ظاهرة من تحت غلالته، وفي رجله نعل كيسانين(54) صرار، خلفه لمان يتبعونه.

فلما رأيته أسلب عقلي وقلبي واحتبس تفسي وشغفت به ولم أدر أين اقصد ولا أين أدرج، فلما رأوا أخواتي حالي وانكشف لهن أمري طلبو ي ويسرن خافه حدى عرفن موضعه وسألن عنه، فوجدنه من أولاد الهاشميين وأبوه من صلبهم قريب عند السلطان . فلم أزل أعمل الحيلة ووأقصد من أعرف ومن لا أعرف وأهدى وأضل، فذهب مني في هذا الشأن اننو من ألفي درهم، حتى حصل في منزلي مع جماعة من غلمانه، وقد كان وصلهم بري وبان عليهم فعلي، قلم أدع جهدأ أتجمل به عنده الا جملت، ولا معنى يسره ويبتهج له إلا فعلت.

الفلما أخذ منه الشراب ظهر منه الفرح بغنانا والطرب لرنحنا(55) وانبسط عن احتشامه وزال منه انقباضه وعرف غلمانه مرادي فخرجوا وخلونا اوحدنا، فمددت يدي إلى متاعه لأقبض عليه، وأنا، لويلي المغرور، لا أشك كبره وزيادة قدره ووفور عظمه، فإذا يدي قد وقعت منه على عمى وسخام وويل ونكال ودق الحمدر.

لف لم أنتظر حتى وثبت إلى دار لي أخرى فيها أخواتي وصواحياتي أولول وألطم على شؤم بختي وعمى بصري وخراب بيتي من كل ما كنت امالكه وأجناه وأدخره وأقناه، فيما كنت صرفته إليه وإلى أسبابه وأصحاباتي(56) سكوت، مع لي وعلي، ويتوجعون توجعأ لقلبي وتخوفا الصيبتي . ولما انتظرنا المشؤوم ولم ير أحدأ منا خرج مع غلمانه إلى لعنة

مخ ۲۷۴