211

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

ويقال: إنه تعالى مسدد المؤمنين، ومرشد لهم، ومصلح لهم.

ومعنى ذلك واحد، إذا عنينا الصلاح الذي هو الإيمان، لأن الرشد هو الإيمان. والصلاح: هو الإيمان.

فلما وصفنا الله تعالى بأنه أصلح المؤمن، بأنه أصلح المؤمن، بأن أضنا صلاحه وسداده وإيمانه إلى الله، إذ كان إنما نال ذلك بالله عز وجل.

وكذلك وصفنا بأنه سدد المؤمنين، على هذا المعنى ونصفه بأنه أرشد المؤمنين في هذا المعنى. ونصفه بأنه أرشد المؤمنين، في وقت وجود هذا السداد، وهذا الرشاد وهذا الصلاح من الإنسان، كما إذا وصفناه من الهدى الذي هو الإيمان، بأن هدى المؤمنين، فإنما نصفه بذلك، في حال وجود الإيمان.

ويجوز أن يرشد المؤمن من غير هذا المعنى، بأن يثيبه، كان الثواب رشادا.

قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

حتى يقولوا وقد مروا على جدني ... يا أرشد الله من غاز وقد رشدا

فقوله: يا أرشد الله من غاز، يدل على أنه يدعو له بالثواب، لأنه ميت في القبر. والميت لا يدعى له، بأن يرزقه الله الإيمان.

مسألة:

ويقال : إن الله تعالى يأبى الأشياء كما أنه يريدها.

والإباء في اللغة: هو المنع والامتناع؛ لأن معنى قولنا: أبى أن يفعل: أنه امتنع أن يفعل.

ومعنى قولنا: أبى فلان أن يظلم: معناه: منع فلانا من ظلمه. وليس أبى أن يظلمه، أي كره أن يظلمه. وإنما أريد به المنع.

قال عنترة:

أبينا أبينا أن تصيب لماتكم ... على مرشفات كالظباء عواطبا

أي منعناكم أن تسبوا نساءنا، فتبتذلوهن بالنظر، حتى تشتهوهن.

والمرشفات: التي تديم النظرة واللمة -مخففة-: الجماعة من الرجال والنساء.

مسألة:

ويقال: إن الله تعالى ثابت كما يقال: إن المقر به متثبت، إلا أن هذا في صفاته عز وجل غير مستعمل.

ومعنى ثابت أنه تعالى لم يزل موجودا.

ويقال لله تعالى: الملكوت، والكبرياء.

ومعنى الملكوت: أنه المالك. والكبرياء: أنه عز وجل كبير.

مسألة:

اختلف في تسمية الله تعالى، بأنه غيور.

مخ ۲۱۱