فمن حين ما بعث الله الرسول. وكذلك كل رسول، قد ثبت نبوته ورسالته، على جميع أهل الأرض، ممن أرسل إليه، وثبتت عليهم أحكام شريعته، في دين الله بلغتهم دعوته، أو لم تبلغهم ومن كان منهم على هدى من دين نبي قبله، وشريعة رسول قبله، وشيء من الهدى قبله، فهم على هداهم. ولهم التمسك به، ولم تقم عليهم حجة، ولا حجة شيء، مما ينسخ على لسانه، مما قبلوه وهو هدى في دين الله، حتى يأتيهم خبره. فإذا جاءهم خبره برسالة، ثبت عليهم الإيمان به، وبجميع ما جاء به عن الله، ولو لم يدع إلى ذلك، والدينونة بدينه، والانتحال بحكم شريعته وهم على هداهم، الذي قبلوه عن الله نصا، حتى يأتيهم خير نسخه نصا. ولو كان قد نسخ ولو لم يكونوا قبلوه نصا، وهو هدى، إلا أنهم قبلوا دين النبي وآمنوا به ، وقبلوا شيئا من شرائعه نصا. ولم يبلغهم شيء من أحكام شريعته، حتى نسخ ما يبلغهم شيء من أحكام شريعته، حتى نسخ ما يبلغهم على لسان الرسول المرسل، ما كان قبولهم معنا للمنسوخ، من أحكام شريعة النبي قبله عدلا ولا صوابا. وكانوا في هذا معنا كالبالغ الناشئ، من بعد رسالة الرسول وبعثه، والمستجيب عن الشرك، ولو كان في أيام الرسول الأول، أو في أحكام شريعته والمستجيبون للنبي الأول، أو لمن دعا إلى دينه، أو دخلوا في دينه، واستجابوا إلى الذين آمنوا به، وبما جاء مجملا، ولو لم يكونوا قبلوا منه شيئا من الدين نصا، حتى نسخ على لسان النبي المبعوث، كانوا في ذلك معنا، مثل المستجيب والناشئ، من بعد نسخ ذلك، وبعث الرسول الآخر فافهم معاني شرائع الدين، وأحكام جملة الدين، في كل وقت وزمان.
مخ ۱۰۸