229

============================================================

اياب العاه نفس الشيء بحسب الذات قد تغايره (1) بحسب [ج / 48] الاعتبار فتخالفه في الأحكام، كقولنا: العالم متغير، وكل متغير حادث، يفيد بالضرورة أن العالم حادث، ومعلوم بالضرورة أن هذه الافادة ليست لخنصوصية هذه المادة بل لصحة النظر المخصوص مادة وصورة، وكونه على شرائطه، فكل نظر يكون كذلك يفيد العلم، فهذا الشخص من النظر من حيث ذاته وسيلة ومتقدم ومعلوم ومن حيث كونه من أفراد النظر مطلوب ومتأخر ومجهول.

وتفصيله(2): أن الموقوف(3) المجهول المطلوب بالنظر هو القضية الموجبة المهملة(4)، أو (ب/48) الكلية(5) التي عنوان موضوعها مفهوم النظر، أعني قولتا: النظر يفيد العلم، أو كل نظر صحيح بحسب مادته وصورته معا في المقدمات القطعية مقرون بشرائطه لا يعقبه مناف العلم من نوم وغفلة ونحوهما يفيد العلم، فالمطلوب المجهول موجبة مهملة أو كلية موضوعها النظر مقيدا بقيود، والموقوف عليه المعلوم بديهة هو القضية الشخصية(6) التي موضوعها ذات النظر المخصوص أعني مجموع (7) قولنا: العالم متغير، وكل متغير حادث، وهو يفيد العلم بأن العالم حادث من غير اعتبار كون هذا الموضوع من أفراد النظر، وقد تكون القضية الشخصية ضرورية معلومة بالضرورة كهذه القضية، وأظهر منها قولنا: النتيجة في كل نظر [ا/ 51] قياسي معلوم الصحة مادة وصورة لازمة لزوما قطعيا لما هو حق قطعا، [وكل ما هو كذلك فهو حق قطعا، فالنتيجة في كل قياس صحيح حقة قطعا(8)](9) وهذا معنى قولنا: كل نظر قطعي المادة (1) في (1) : تعايره.

(2) كل هذا الني سيفصله البقاعي هو في شرح المقاصد للتفتازاني :1 / 243، وهو كلام الجويني في الإرشاد : 4، 5، الذي أشار إليه التفتازاني ولم يشر إليه البقاعي (3) في (1) و (ب) : الموقف، وما أثبتناه هو عين ما في الإرشاد، وشرح المقاصد.

(4) الموجبة المهملة : هي ما كان موضوعها كليا وحكم فيها على الأفراد مع عدم بيان كميتها لا كلا ولا بعضا، مثل الإنسان يرتقي بالتعلم ، والمعدن يتمدد بالحرارة، البرهان للكلنبوى : 241، رسائل الرحمة في المنطق والحكمة للشيخ عبد الكريم المدرس:168، علم المنطق للدكتور محمد رمضان :44 .

(3) الموجبة الكلية : هي ما كان موضوعها كليا وحكم فيها على جميع الأفراد، ومثالها: كل شجر نبات ، وكل ذهب معدن ، البرهان للكلنبوي : 138، رسائل الرحمة في المنطق والحكمة للشيخ عبد الكريم المدرس : 168، علم المنطق للدكتور محمد رمضان :14، شرح السلم للشيخ عبد الملك السعدي : 18.

(6) القضية الشخصية : هي المخصوصة التي يكون موضوعها جزثيا، وتكون موجبة وسالبة كقولنا: محمد رسول الله، ومسيلمة كذاب، وزيد كاتب، البرهان للكلنبوي :154، رسائل الرحمة في المنطق والحكمة للشيخ عبد الكريم المدرس: 164، علم المنطق للدكتور محمدرمضان : ك4 .

(7) مجموع : ليست في الإرشاد ولا في شرح المقاصد.

(8) في (ب) و(ج) : حق قطعا.

(9) ما بين المعقوفتين : ساقط من : (ج).

مخ ۲۲۹