156

د لنډیز څرګندونه چې له سیرت نه ځینې سترګې روښانوي

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

ژانرونه

قال الفقيه علي: امضوا على اسم الله ظاهرا ولا تخافوا إن شاء الله فالموعد بيننا وبين الإمام هجرة آهبة من بلاد عذر، فقطعنا شط حمام ومضينا مشرق قرن الوعر من خوف محطة من الترك أخذهم الله فيها أمير لهم مع ابن حميد السنحاني وغيره، فلما أشرفنا على آهبة وقد انضم إلينا جماعة من عذر أكثرهم من غير سلاح، وإذا بالإمام عليه السلام نزل من الشروة موضعا ينحدر من نواحي حوث، فتلقيناه وسلمنا عليه ومعه ستمائة نفر قوم صحاح أهل أسلحة، والبنادق فيهم قليلة ومعه راية بيضاء أو قال رايتين فسلمنا عليه وتبركنا بطلعته، وأقبل من عذر والعصيمات جماعة وهو يبايع من لم [يكن] قد بايع، ويقوم [ق/102] في الناس حتى حضرت الجمعة فصلى بنا الجمعة، وخطب السيد أحمد بن محمد، ثم تكلم بكلام بليغ وضمنه الوعظ البيلغ النافع، وأمر الناس بالتقدم لأخذ المحطة التي في قرن الوعر، قال: فتقدم الناس وهم فوق الألف بكثير، فلما وصل الناس إلى قرب محطة خارج قرن الوعر رتب الناس، وأمرهم بالقتال فبدرت منهم خيل قليلة ورجال فناوشوا الناس ساعة، ثم هزموهم حتى اتصلوا بالمحطة فقاتل جنود الظلمة قتالا شديدا حتى دنا الليل، وهزمهم جنود الحق حتى انتهبوا محطتهم على آخرها، وقتلوا منهم قتلا كثيرا، وهرب الباقون حتى تعلقوا القفلة وتحصنوا فيها وقد دنا الليل، قال: فكان الإمام عليه السلام يصيح بنفسه ويأمر من عنده بذلك أنكم لا تحرقوا السوق وما فيه من عشش المحطة وغيرها من الحطب والعلف مخافة من البنادق أن ترميهم من القفلة على ضوء النار، قال: فحصل من الناس مخالفة فأحرقوها، فطلعت نار عظيمة ورميت البنادق من القفلة فأصابوا جماعة من الناس، واستشهد نحو اثني عشر نفرا، فأمر الإمام عليه السلام بإخراج القتلى فأخرجوهم إلى فوق بئر أثلة المعروفه هنالك بحيث أن البندق البالغة تصل إليها من القفلة، فصلى بالناس المغرب ثم العشاء، ثم أمر بالشهداء فأحضروا وصلى عليهم، وأمر بدفنهم، ثم وصل فلان من زراع الحضيرات وقال هذا الموضع عشاء لأصحابك يا مولانا، فأمر الإمام عليه السلام الناس أن يأخذ كل واحد منهم الكفاية ولا يتعداها وقدرها هو ومن عنده سنبلتين، قال مقسما بالله: ما رأيت احدا زاد على ذلك ولا بلغني أن رجلا زاد على ذلك، وأخبرنا بعد ذلك من يعرف المالك المذكور أن ثمرته المعتادة منها حصلت من غير نقص، ثم طلع الإمام عليه السلام القرن الأسود محل الحضيرات وقد فزعه أهلها فكان في بيت فلان وغيرها كذلك، والظن منا أنا نمسي إلى الصبح، ثم نناجز من بقي من المحطة حتى نستأصلهم ونظهر إلى غيرهم ولا تدبير لنا إلا ذلك، قال: فإذا بنا نسمع من عند الإمام عليه السلام الدواعي للقبائل قبيلة قبيلة يدخلون عليه حتى كنا بالأهنوم من أحرهم طلبا، فلما حصلنا عنده عليه السلام وإذا به في منزل وسيع على قصب الذرة ما ثم فراش غيره، فتكلم معنا بكلام بليغ لم أضبطه متضمنا المواعظ النافعة، والحث على الجهاد وإظهار كلمة الحق، ثم قال ما معناه: التدبير أن تفرقوا وكل واحد يدعو من أمكنه وقدر [ق/ 103] عليه من أهل الخير والعزائم والصبر، ثم طلب البيعة ممن لم قد يبايع فبايعوه وأعطى الفقيه علي بن محمد الشهاري كتبا كما تقدم، وقال: تحفظوا نفوسكم بالاختفاء حتى يأتيكم إن شاء الله أمري ، ثم نهضنا ونهض جهات المشرق فدخلنا البلاد على تلك الصفة مستورين بالظلام فكنا في البلاد كما تقدم نختفي النهار في شواهق وأسفال البيوت، والليل نسير على من نتوسم فيه الإجابة حتى اجتمع لنا جماعة نظنهم فوق السبعمائة، وخفي علينا الإمام عليه السلام فلا تصح رواية بأنه في موضع، والأرض إذ ذاك ترجف بالظالمين لا يدرون أين هو فيقصدوه.

مخ ۳۹۲