د لنډیز څرګندونه چې له سیرت نه ځینې سترګې روښانوي
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
ژانرونه
ثم صعدنا جبال ضاعن فوجدنا الإمام عليه السلام في أعلى الجبل وعنده من أصحاب الشيخ أبا زيد من أهل الحقار نحو مأئتي نفر قد شق بهم البرد، ومعه حي الشيخ جمال الدين علي بن وهان [ق/98] رحمه الله نحو مائة وخمسين نفرا ، وعند مولانا عليه السلام جماعة، منهم السيد المجاهد عبد الله بن هادي المحنكي في سلاح حسن وأربعة أنفار أو خمسة معهم والحاج المجاهد شمس الدين أحمد بن عواض الأسدي، وجماعة نحو خمسة عشر نفرا بالسلاح الحسن والرجال الطوال، وإلى جنب مولانا عليه السلام حي السيد العلامة شمس الدين أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي رحمه الله تعالى، وإذا الإمام بعد طلوع الشمس على حجر مرتفع، فلما قربنا منه عليه السلام وثب إلى الأرض وسلم علينا وأنصفنا، وهو مع ذلك يدعو لنا ويقول: كثرتمونا كثركم الله أو كما قال، وأخذ يسأل الفقيه علي وهو يخبره بمن في البلاد من الظلمة، وعاد على الحجر محتبيا بحبائل سيفه وبين يده عنزة مركوزة وهو يحدثنا وكان لا يعرفه منا إلا الفقيه علي وبعض من معنا، ونحن نشتفي بحديثه فبينا نحن في ذلك إذ برجل من البدو وسكون الجبل المذكور يحمل قرصا من الكبار في إناء مما يعتاد في تلك الجهة في الكبر؛ لأنهم يجعلونه في النار العظيمة كالحنيذ، وفي يد آخر معه قدح مخروط كبير مملوء لبنا حامضا، فقال: يا مولانا هذا نذر عليك، فنزل الإمام عليه السلام من الحجر وكسر ذلك صغيرة صغيرة ودعا له ثم قال: كلوا لقمة لقمة من هذه الكسر، واشربوا كل واحد ملء فمه من هذا اللبن ففعلنا حتى أتى على جميع من عنده، ثم أكل لقمة واحدة، وشرب ملء فمه كأحدنا، وعاد على تلك الحجر فما كان قليلا إلا وبدوي آخر بثلاث رؤوس بقر ما بين الكبار والصغار، وقال: يا مولانا هذه ضيفة لك ولمن معك منا فدعا له عليه السلام، وأثنى عليه، ثم أمر بإحداها لأصحاب الشيخ أبي زيد، والآخر للشيخ علي بن وهان وأصحابه، فأسرعوا ذبح ما هو لهم، وأضرموا النار وحنذوهما، وبقي الثالث فإن أصحاب الإمام عليه السلام اشتغلوا بالحديث، واشتغلنا برؤية الإمام عليه السلام مع ما نحن عليه من دهشة الوارد على المقيم، فقال الإمام عليه السلام: وأنتم يا أصحاب قوموا أصلحوا حقكم، ونزل يجمع معنا الحطب، قال: فأقسموا عليه أن يبقى وهم يكفونه، فعاد موضعه الأول، قال: فلم نسمع إلا صوته: القوم، القوم، وإذا ببيارق الظالمين قد شرعت فينا، ولم نشعر بهم إلا في أطرافنا، قال: فاجتمعنا إلى الإمام عليه السلام ووقع قتال عظيم لا نعرف تفصيله في تلك الحال لاشتغال كل في جهته، وجرح الشيخ [ق/ 99] علي بن وهان بصائبة، وقتل معه نفر فأركبه أصحابه على فرسه ومالوا به شام اليمن، وجرح السيد عبد الله المحنكي كذلك، وحصل بيننا وبينهم تلازم واختلاط حتى جذبوا منا الفقيه فلان واحتزوا رأسه، ونحن نجر برجليه، ورمي الفقيه علي وقتل منهم، واحتمل فلان من الأهنوم سماه أحد الظلمة، واجتززنا رأسه ونحن على ذلك نعتقد أن الإمام عليه السلام في ساقتنا في موضعه، فإذا بالفقيه علي يحتدينا الأول فالأول وهو يقول: اخرجوا فقد خرج الإمام، فخرجنا على حالة، واندرجنا من الجبل وهم يرمون ويرجمون بالحجارة والله سبحانه يدافع عنا، ونظرنا الإمام وإذا هو بين شجرات من وادي مور وقد اجتمع إليه أصحابه، قال: فبشر بعضنا بعضا بسلامته، وانحدرنا والصخر الكبار بعدنا فدافع الله عنا شرها، وكان الظلمة الغازون من أصحاب الأمير عبد الرحيم لا رحمه الله.
مخ ۳۸۵