131

د لنډیز څرګندونه چې له سیرت نه ځینې سترګې روښانوي

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

ژانرونه

نعم فلما ظهر فضل علمه على العلماء، وعمله على العملة الصلحاء، وإعراضه عن الدنيا وإقباله على الآخرة، والعزيمة التي النجوم دون مضاها، والهمة العلوية التي أورثها من وصي النبوة ومرتضاها، وتوعد الأشرار بإماطة شرهم وذهاب ريحهم، وقال كما قال جده صلوات الله عليه وآله لقريش: لقد جاءهم بذبحهم فلما كثر ذكره هول به الأخيار لاسترواح الفرج، ورجفت لهيبته أفئدة الأشرار لما خالطهم من الهرج والحرج، ولما سمعوا من ذكره من اللهج مع جهدهم أن تدركه عيونهم بالبصر، أو ينالون منه حقيقة أثر، فهم منه في تعب وأبن، ويتوقعون منه أياما كيوم حنين، فكانوا يتعوقون وثوبه في كل حين، كما أن ملك الموت لا يعرف هجومه، ولا يعلم نجومه، فلما أظهر الله صيته وانتشرت دعوته، تحقق الأولياء صدق الوعد، وعرف الأعداء كلال الحد، وقرأ القارئ: {واقترب الوعد} ومنحه الله النصر ويسر الله له الأمر، وألقى عليه محبة في القلوب مع اقترانها، وأيده برجال من سراة العترة الكرام وبطارقها، والهامات من شيعتها في طرائقها، وأهل الهمم العلية والعزائم[ق/81] القوية، من جمهور علائقها، ولقد أحبه وناصره على هذا المقصد اليهود مع العداوة التي هي فيهم والجحود كما ترى إن شاء الله تعالى في قصة يهودي مدر من بلاد الخشب، وكما ظهر لبعض يهود وادعة، وغيرهم مما أخبرني القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن سعد الدين أطال الله بقاه أن الإمام عليه السلام خرج في بلاد وادعة موضعا يريده لحاجة، وقد احتاط مع شدة الخوف لمن يحترس أن لا يصل موضعه أحد، فلما دخل ذلك الموضع وإذا بيهودي يهتم إليه قاصدا، ويتخفى عن الأعين ما أمكنه فسأله الإمام عليه السلام استنكارا ما يريده، فقال: يا مولانا هذه الدراهم استعن بها على جهاد أعدائك فإني أحب أن لا يطلع عليها أحد من المسلمين ولا من الذميين وهي كثيرة في ذلك الوقت، فسأله الإمام ما الحامل له؟ فقال: هذا الجهاد الذي أنت فيه يرضاه أهل الأرض كما يرضاه أهل السماء أو كما قال، وسيأتي ما روي للجن من الإعانة في مواضع من هذا المختصر، أفترى هذا الأثر من فعل البشر؟ لا والله إنما هو ممن خلق وصور وحكم وقدر، فأحصى خلقه ودبر، فهل يحتاج اللبيب إلى غير هذا دليلا على صحة ما قرره أئمتنا عليهم السلام تأصيلا أن الإمامة تثبت لصاحبها بتثبيت الله يجعل للمكلف إليها سبيلا {إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا} انتهى المقصود من طويل الكلام في صفة الإمام عليه السلام.

مخ ۳۵۴