130

د لنډیز څرګندونه چې له سیرت نه ځینې سترګې روښانوي

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

ژانرونه

دقيقة تلوح ومسكية تفوح: فيها مهد الله سبحانه وتعالى لعبده ووليه، وصفوته من ولد نبيه، مولانا أمير المؤمنين المنصور بالله صلوات الله عليه وسلامه، وهي إذا فكرت فيما ألقى الله سبحانه وتعالى له في قلوب أهل قطر اليمن بارهم وفاجرهم، ومسلمهم وكافرهم من الهيبة والعظمة، والجلالة والفخامة، حتى أفزع ملوكهم ذكره، وأسهرهم اسمه قبل أن يعرفوا منه سطوة، ولا ظهر له في قتالهم روحة ولا غدوة، ولا هو من أهل المال فيكثر بماله أعوانه، ولا قوة عشيرة فيعظم سواده إخوانه، ولا له منعة من مال أو رجال، ولا قلل من الجبال، فيقول القائل أنهم يخافون منه الفتك والاختلاس، وأن يثب فيهم وثوب الليث للإفتراس، ويعود إلى معقل منيع، وجيل مطيع، فمما يكون هذا الذكر الوسيع، والأمر المريع، ومن المعلوم أن في وقته عليه السلام من العلماء من هو كمثله، وذكرهم عند العامة أشهر من ذكره، لاستقرارهم بأوطانهم ومعرفة إلدهماء بمكانهم، ويقصد الطالب للعلم فيخرجون عليه النفقات ويفيدونه العلوم النافعات، ثم يقصدهم الزائر والمستفتي فيعود بحل المشكلات، مع القرى والإيناس وإسبال الخيرات، وهو عليه السلام لا يكاد يوجد لأنه في أوان كدحه للطلب لايشتغل بغيره فلم يعرفه أحد إلا مشائخه أو من يلازم مجلسه، وهو مع ذلك ينتقل من موضع إلى آخر، وربما يختم الكتاب كما سمعت عن بعض من كان له من الأصحاب، ومن لا يعرف الشيخ ولا أصحابه ما اسمه، فما هذا المقلق لقلوب الأشرار حتى هابوه هيبة الأسد الزءار، وقطعوا في ذكره كثيرا من أوقات الليل والنهار، وتوعد به المؤمنون الفجار، وقطعوا بالفرح من عنده فهم في الانتظار للانتصار، فما هذه إرهاصات ساقها له الحكيم العدل، كما جعلها سبحانه لأنبيائه من قبل، وجعل ذلك عنوان اختياره [ق/80] للخلافة وتمييزه لما جعل فيه من الكمال على الكافة، وساق له الألطاف، وخصه بجزيل الإتحاف، منها جودة الذكاء والفهم، وما منحه من سعة العلم فكان سهمه فيه أوفر سهم، مما أخبرني الثقة عنه عليه السلام أنه سمعه وقد ذكر نعمة الله عليه بجودة الفهم أنه صلى المغرب في بعض ليالي أيامه ولا يعرف علمي العروض والوزن إلا بالذكر، وصلى العشاء وهو شيخ فيهما، وكذا أنه وجد في ذلك الوقت اليسير شيخا استملى منه جوامعها، ولم يحتج فيهما إلى غير ذلك المجلس، ومنها العمل بالعلم حتى كأنه في الناس أمة وحده لما شوهد من حرصه على العمل بما أراد الله به عبده، ومن ذلك الأمر بالمعروف الأكبر والنهي عن [الفحشاء] المنكر، فإنه عمل فيهما بقوله تعالى: {واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} فلم يرخص فيهما بشيء من المعاذير، ومن ذلك البدع في الدين فإنه عليه السلام ردها، وتكلم فيها وظهرت مصنفاته في الرد عليها، ومع ذلك خاض معه العلماء في غرائب العلم فجلى عليهم واعترض الخصوم من علماء السوء فدمغ بحقه باطلهم، وكذا من لجأ إليهم من الموسومين بالصوفية وغيرهم من أهل المذاهب الردية، فأبان بصدقه ظاهر إفكهم، وطحطح بضياء الحق ديجور شركهم، فرمقته لذلك العيون، وتباشر به المؤمنون، وقرأوا: {وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون، بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم}.

مخ ۳۵۲